في ذكرى ميلادها، نستعيد سيرة واحدة من أكثر الفنانات اللاتي تركن بصمة رغم قلة أدوارهن، الفنانة ماري باي باي أو كما كان اسمها الحقيقي بهيجة محمد علي، التي تحولت من سجانة في سجن النساء إلى واحدة من أشهر الوجوه الكوميدية في تاريخ السينما المصرية.
بدأت بهيجة حياتها العملية كسجّانة، وتزوجت من زميل لها في السجن قبل أن تنفصل عنه وتبدأ رحلة جديدة في عالم الفن.
عملت في كازينو "بديعة مصابني"، حيث اشتهرت بلقب "ماري باي باي"، وهو الاسم الذي التصق بها بعد أن كانت تغادر المكان في منتصف الليل تاركة الزبائن الأجانب يتساءلون عنها قائلين: "Where is Mary?" ليرد العاملون: "Mary bye bye!"
موهبتها لفتت أنظار عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، الذي اكتشفها وضمها إلى فرقته المسرحية، لتبدأ بعدها مشوارها الفني مع ثلاثي أضواء المسرح، قبل أن تنتقل إلى السينما، حيث قدمت نحو 28 فيلمًا تركت خلالها أثرا لا ينسى رغم صغر أدوارها.
من أبرز أفلامها: المهرج الكبير (1952)، الآنسة ماما، جعلوني مجرمًا، مطاردة غرامية، لسانك حصانك، نهارك سعيد، والبحث عن الفضيحة.
وبرزت ماري باي باي بدور المرأة القبيحة التي تثير الضحك والتعاطف في آن واحد، ومن أشهر مشاهدها الكوميدية المشهد الذي جمعها بالفنان عبد المنعم مدبولي في فيلم مطاردة غرامية حينما خاطبها قائلا:«مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية»، لترد عليه غاضبة بعد أن تفاجأ بملامحها: «خالتك؟ أنا خالتك يا معدوم الضمير؟!».
ورغم ملامحها الساخرة، إلا أن "ماري باي باي" كانت من أكثر الفنانات دفاعًا عن المهنة، وشاركت في اعتصام الممثلين عام 1987 احتجاج على القانون رقم 103 المنظّم لعمل النقابات الفنية.