الأحد 5 اكتوبر 2025

مقالات

التاريخ يكتبه المنتصرون

  • 5-10-2025 | 12:53
طباعة

التاريخ يكتبه المنتصرون.. يكتبه من خاضوا غمار الحرب، واكتووا بنارها، وتحملوها صامدين، وفازوا بنصر عظيم، الحرب ليست نزهة خلوية ولكنها تضحيات جسام. 


نعم التاريخ يكتبه المنتصرون كما قال رئيس الوزراء البريطاني التاريخي " ونستون تشرشل" ونضيف،  ولا يكتبه النشطاء كما يحاولون في العشرية الأخيرة انتقاصا من أدوار عسكرية تاريخية بثأرية سياسية. 
الرئيس السادات صاحب أعظم قرارات العسكرية المصرية فى تاريخها الحديث ، شاء من شاء وأبى من أبى، والفريق سعد الشاذلى رئيس أركان نصر أكتوبر المجيد، شاء من شاء وأبى من أبى، والرئيس مبارك صاحب " الضربة الجوية " العظيمة شاء من شاء وأبى من أبى، والمشير محمد حسين طنطاوى بطل معركة " المزرعة الصينية "، وسجل اسمه بين قادة أكتوبر العظام، شاء من شاء وأبى من أبى.
حكم التاريخ لا يرتهن بأحكام النشطاء، والنشطاء يتبعهم الغاوون ، 
التاريخ يكتبه المؤتمنون ، لا يكتب بالمزاجية والعشوائية، وقلب الحقائق، وابتسار الأدوار، الموقف السياسى الذى يلون الأحكام التى تصدر بحق قادة أكتوبر يحمل فى طياته خللا تاريخيا لا تتحمله الأجيال التي ذاقت حلاوة النصر . 
فارق بين الأحكام السياسية، وفيها قولان ، والأحكام التاريخية ، ولها معيار أخلاقي صارم ، لها ضوابطها التأريخية ، ولا يجوز الخلط بين ماوهو سياسى متغير، وبين ماهو عسكرى ثابت فى يوميات الحرب .
الثابت تاريخيا  أن قادة أكتوبر سجلوا منجزا عسكريا استثنائيا شهدت به كبريات الأكاديميات العسكرية العالمية، ودروسه تدرس فى عبقرية الأداء، وغيرت من نظريات عسكرية كلاسيكية ، وأعادت رسم خرائط المنطقة، ما قبل أكتوبر شيء وبعده شيء آخر.
تقاليد المؤسسة العسكرية المصرية راسخة، وتعرف منجزات قادتها العظام حق المعرفة، وكل دوره محفوظ فى سجلاتها التاريخية، وتتحدث بوعى تاريخى، وتخوض معركة الوعى متسلحة بالحقائق على ضفاف القنال التى شهدت طرفا من عبقريات قادة أكتوبر العظام، منهم من قضى نحبه راضيا مرضيا، ومنهم من ينتظر راضيا مرضيا.
 أتعرفون لماذا يرحل القادة صامتين، لأنهم أدوا الأمانات إلى أهلها، رجال لم تلهيهم تجارة ولا بيع، رحلوا قبل زمن بيع الغالى بالرخيص، وخلط اللبن بالماء، وزعم الأدوار، ورسم أبطال كرتونيين (من ورق) فى الفضاء الإلكتروني، استلابا لأدوار حقيقية، وتضحيات بالأرواح .
حتى الشهادة استبيحت، استحلوها بضاعة، بثمن بخس، والشهادة فى سبيل الله أسمى أمانينا.. 
اشتغال النشطاء بتأريخ التاريخ، وحرف الحقائق، ولي عنقها، والقص واللزق، وخلط الأوراق بين ما هو سياسى وما هو عسكرى، والتخليط المتعمد اعتمادا على الذاكرة السمكية لأجيال ولدوا فى حجر " مارك زوكربيرج " مؤسس موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" .
كل هذا الغثاء الفيسبوكي، ينطبق عليه القول القرآنى "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ (الرعد / ١٧ ).

أخبار الساعة

الاكثر قراءة