في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، الذي أعاد للعرب كرامتهم وللمصريين مجدهم، نستعيد كيف نجح عدد من الفنانين المصريين والعرب في تجسيد شخصية الضابط الإسرائيلي على الشاشة ببراعة واقتدار، مقدّمين أداءً ترك بصمة في ذاكرة السينما والتلفزيون، وبرغم صعوبة هذه الأدوار التي تتطلب توازنًا بين الإقناع الفني واحترام الوجدان الوطني، فإنهم أبدعوا في تقديمها لتصبح أعمالهم علامات خالدة في الدراما المصرية.
إياد نصار.. ضابط إسرائيلي في "الممر"
قدّم الفنان إياد نصار واحدًا من أقوى أدواره في فيلم الممر، حيث جسّد شخصية ضابط إسرائيلي يقود إحدى القواعد العسكرية في سيناء خلال فترة حرب الاستنزاف.
أظهر نصار مزيجا من القسوة والدهاء والبرود، مما جعل الشخصية واقعية ومؤثرة.
نال أداءه إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، لما أبداه من إتقان في التعبير عن ملامح العدو دون مبالغة أو تشويه درامي مفتعل.
يذكر أن فيلم الممر من بطولة أحمد عز ومحمد فراج ومحمد الشرنوبي، ويرصد بطولات الجيش المصري بعد نكسة يونيو 1967 وحتى اقتراب نصر أكتوبر.
شريف منير.. براعة في "ولاد العم" ودهاء في "الصفعة"
تميّز الفنان شريف منير بتجسيد شخصية الإسرائيلي في أكثر من عمل فني، أبرزها في فيلم ولاد العم حيث قدّم دور الضابط “دانيال” الذي يخدع زوجته المصرية ويأخذها وأطفاله إلى إسرائيل.
استطاع منير تقديم شخصية مركّبة تجمع بين الهدوء الظاهري والمكر الخفي، ما جعل الجمهور يكرهه ويعجب بأدائه في الوقت ذاته.
كما تألق في مسلسل الصفعة بدور الجاسوس باروخ، مقدّمًا صورة مختلفة عن شخصية الضابط الإسرائيلي من خلال الأداء المتزن والقدرة على التعبير عن الانفعالات الداخلية دون مبالغة.
محيي إسماعيل.. أول من جسد الطيار الإسرائيلي في "الرصاصة لا تزال في جيبي"
الفنان الكبير محيي إسماعيل كان من أوائل من جسّدوا شخصية الإسرائيلي في السينما المصرية، من خلال دوره كطيار يدعى “عساف ياجور” في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي.
أبدع إسماعيل في تقديم الشخصية رغم تخوفه في البداية من المشاركة في الفيلم بعد عام واحد فقط من النصر، لكنه استطاع أن يجعل الدور من العلامات الفارقة في مسيرته الفنية.
ويُعد الفيلم من أهم الأعمال التي خلدت بطولات الجيش المصري، إذ يجسّد معاناة الجندي العائد من الحرب، وتوثيقًا للروح القتالية التي قادت إلى النصر.
هذه الأعمال وغيرها أثبتت أن تجسيد “العدو” على الشاشة ليس مجرد تمثيل، بل مسؤولية فنية ووطنية تتطلب ذكاء الممثل وحساسيته. فقد استطاع إياد نصار وشريف منير ومحيي إسماعيل أن ينقلوا ملامح الشخصية الإسرائيلية بدقة، ليظل أداؤهم شاهدا على عبقرية الفن المصري في توثيق الذاكرة الوطنية.