الثلاثاء 7 اكتوبر 2025

تحقيقات

أبطال النصر | محمد عبد العاطي.. صائد الدبابات الذي أربك العدو وغيّر مجرى المعارك في أكتوبر

  • 6-10-2025 | 14:02

صائد الدبابات

طباعة

عندما تُذكر الشجاعة والإقدام في معارك نصر أكتوبر، يتصدر اسم محمد عبد العاطي القائمة كواحد من أعظم أبطال الحرب، الذي لُقِّب عن جدارة بـ "صائد الدبابات"، بعد أن دوَّن اسمه بأحرف من نور في سجلات العسكرية المصرية والعالمية، بتحطيمه أكثر من 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية خلال معارك العبور عام 1973.

وُلد البطل في قرية شيبة قش بمحافظة الشرقية، والتحق بصفوف القوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 بعد إنهاء دراسته، ليكون واحدًا من أبناء جيله الذين لبّوا نداء الوطن في زمن كان الاستعداد فيه على أشده لمعركة التحرير.

بدأ خدمته في سلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية حيث تلقى تدريبًا متقدمًا على الصواريخ المضادة للدبابات، وكان ضمن أوائل من استخدموا الصاروخ الجديد آنذاك "فهد"، الذي بلغ مداه 3 كيلومترات وتميز بقوة تدميرية كبيرة.

التحق عبد العاطي بالكتيبة 35 مقذوفات باللواء 112 مشاة، وهناك كتب صفحات مجده. ففي اليوم الثالث للحرب، الموافق 8 أكتوبر 1973، شارك في إحدى المعارك البرية شرق القناة على بعد 80 كيلومترًا داخل سيناء، وهناك بدأ في اصطياد الدبابات واحدة تلو الأخرى.

في نصف ساعة فقط، تمكن من تدمير 13 دبابة إسرائيلية، ما تسبب في انهيار معنويات العدو وإجباره على الانسحاب، لتتقدم القوات المصرية وتسيطر على الموقع.

وفي اليوم التالي، دخل في مواجهة جديدة مع قوة مدرعة إسرائيلية جاءت لمهاجمتهم، فأصابها بالذخيرة والصواريخ حتى رفع رصيده إلى 17 دبابة إضافية. ثم واصل بطولاته حتى يوم 18 أكتوبر، حيث دمر دبابتين وعربة مجنزرة أخرى، ليصل مجموع إصاباته الدقيقة إلى 23 دبابة و3 مجنزرات — رقم لم يُسجل مثله في معارك أكتوبر.

نال البطل وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية تقديرًا لبسالته وتفانيه في الدفاع عن الوطن، وظل رمزًا للبطولة والعزة حتى وفاته عام 2001.

ورحل محمد عبد العاطي، لكن اسمه بقي خالدًا في الوجدان، مثالًا حيًّا للجندي المصري الذي قاتل بعقيدة النصر والإيمان، فصار بحق أحد أبطال النصر الذين رفعوا راية مصر عاليًا في وجه العدو.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة