الإثنين 6 اكتوبر 2025

تحقيقات

أبطال النصر | الشهيد إبراهيم الرفاعي.. أسطورة الصاعقة الذي واجه العدو في الدفرسوار

  • 6-10-2025 | 15:25

الشهيد إبراهيم الرفاعي

طباعة

لم يكن الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي مجرد قائد عسكري، بل كان أسطورة في الميدان، ورمزًا للشجاعة والإقدام الذي لا يعرف المستحيل قاد وحدات الصاعقة المصرية في واحدة من أشرس وأدق العمليات القتالية خلال حرب أكتوبر المجيدة، وظل يقاتل حتى آخر نفس في سبيل الوطن.

مع انطلاق الضربة الجوية الأولى وصيحات "الله أكبر"، تحركت كتيبته على الفور في ثلاث طائرات هليكوبتر نحو منطقة بلاعيم شرق القناة، في مهمة نوعية لتدمير آبار البترول التي كان العدو الإسرائيلي يعتمد عليها، ليحرم قواته من الوقود اللازم لاستمرار القتال. نجحت العملية بنجاح كامل، وكانت أولى الضربات المؤلمة التي أربكت العدو في الساعات الأولى للحرب.

تتابعت بعدها عمليات المجموعة 39 قتال بقيادة الرفاعي، حيث نفذت هجمات جريئة على مواقع العدو في شرم الشيخ ورأس محمد، مكبدةً الإسرائيليين خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وفي السابع من أكتوبر، داهمت المجموعة مطار الطور ودمرت عددًا من الطائرات الرابضة داخله، مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى بعد أن فوجئت بسرعة ودقة الضربات المصرية خلف خطوطها.

وفي الثامن عشر من أكتوبر، أُسند إلى مجموعة الرفاعي أخطر المهام الحربية، اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة الدفرسوار لتدمير المعبر الذي أقامته القوات الإسرائيلية لعبور قواتها إلى الضفة الغربية. وصل الرفاعي ورجاله إلى الموقع المحدد فجر التاسع عشر من أكتوبر، في وقت كانت التعليمات قد تغيرت لتصبح مواجهة القوات الإسرائيلية ومنعها من التقدم نحو طريق الإسماعيلية – القاهرة.

تحرك الرفاعي إلى منطقة نفيشة صباح اليوم التالي، ثم إلى جسر المحسمة، حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات، احتلت اثنتان التباب القريبة، بينما تولت الثالثة نصب الكمائن على طول الطريق لقطع الإمدادات الإسرائيلية وتأمين المواقع المصرية. وما إن وصلت مدرعات العدو حتى انطلقت قذائف الـ"آر. بي. جي" تحيل سماء المعركة إلى نار حمراء، وتكبد العدو خسائر فادحة.

لكن بطلنا لم يرضَ بالنصر السريع، فأمر رجاله بمطاردة الدبابات الإسرائيلية لتكبيدها أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والمعدات.

 مؤكدًا أن المعركة لم تنته بعد. وبينما كان القتال على أشده، وتعالت أصوات الأذان من مسجد قرية المحسمة المجاورة، سقطت دانة مدفعية بالقرب من موقع القائد الشجاع، فأصابته شظاياها إصابة قاتلة.

أسرع جنوده لإنقاذه، لكنه رفض أن ينشغلوا به وقال كلماته الأخيرة: “كملوا المعركة.. مصر أمانة في رقبتكم.”

لفظ إبراهيم الرفاعي أنفاسه الأخيرة يوم الجمعة، 27 رمضان، وهو صائم — يوم اختاره الله ليكون مسك ختام حياة بطل عاش مقاتلاً ورحل شهيدًا.

خلّد التاريخ اسمه كأحد أعظم أبطال الصاعقة المصرية، وبقيت روحه حاضرة في وجدان كل جندي، تذكرهم بأن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع بدماء الرجال.

الاكثر قراءة