تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، فعاليات الورشة التدريبية "دعم وتمكين أصحاب الهمم"، والتي تقام للعاملين والمتعاملين مع ذوي الهمم من ديوان عام الهيئة والأقاليم الثقافية والمواقع التابعة، وتنفذ بمقر إعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة، خلال الفترة من 5 حتى 8 أكتوبر الجاري، من خلال الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفى.
شهدت الفعاليات اليوم تقديم محاضرتين نوعيتين تناولتا قضايا محورية في التعامل مع الأطفال ذوي الهمم، الأولى بعنوان "التكامل الحسي للأطفال ذوي الهمم"، قدمتها الدكتورة ياسمين سعد مطر أستاذ جامعي وخبير في الإعاقة، وتناولت مفهوم التكامل الحسي وأهميته في تحسين قدرة الطفل على التفاعل مع العالم المحيط.
أوضحت المحاضرة أن التكامل الحسي يمثل عملية دمج وتنظيم المعلومات الواردة عبر الحواس المختلفة — مثل البصر والسمع واللمس والإحساس بالتوازن والإحساس العميق — بحيث يتمكن المخ من معالجتها بشكل يساعد على التفاعل السليم مع البيئة.
وأشارت الدكتورة ياسمين أن الأطفال ذوي الهمم غالبا ما يواجهون صعوبات في معالجة هذه المدخلات الحسية، مما ينعكس على سلوكهم ومهاراتهم الاجتماعية والحركية، وهنا يأتي دور العلاج بالتكامل الحسي الذي يسهم في تعزيز هذه المهارات عبر أنشطة حسية مصممة خصيصا لتحفيز الحواس وتنظيمها، باستخدام أدوات مثل الأرجوحات وأدوات اللمس وتمارين التوازن، بما يدعم نمو الطفل ويُكسبه مهارات اجتماعية وتكيفية جديدة.
وأكدت على ضرورة التدخل المبكر بالعلاج الحسي لتقليل صعوبات اللغة والتواصل، مشددة على أهمية التعاون بين الأخصائيين العلاجيين والمهنيين لتقديم نهج شامل متكامل يتضمن متابعة مستمرة وتعديل التدخلات وفق تطور كل حالة للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة.
وفي سياق متصل، تضمنت الفعاليات محاضرة ثانية بعنوان "تداعيات النمو الجسمي لذوي الهمم وعلاقته بتواجدهم في المواقع الثقافية"، قدمتها الدكتورة داليا الشيخ، دكتوراه الإعلام وثقافة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تناولت خلالها العوامل المؤثرة في النمو الجسمي والحركي للأطفال ذوي الهمم، وأهمية إدراكها عند تصميم البرامج الثقافية الموجهة لهم.
أوضحت د. الشيخ أن النمو الحركي الفسيولوجي يعد أحد أبرز مظاهر النمو الجسمي، ويتأثر بمجموعة من العوامل تشمل الوراثة، وسلامة الجهاز العصبي، والتغذية، والتمارين الرياضية، بالإضافة إلى الظروف الجغرافية والمناخية والنفسية.
كما أكدت أن الصحة النفسية تمثل محورا أساسيا في نمو الطفل ذوي الهمم، إذ تؤهله للتعامل السليم مع التحديات والمواقف المختلفة، وتساعده على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين والشعور بالأمان والثقة بالنفس.
ودعت إلى ضرورة إعداد برامج تأهيلية شاملة وجلسات دعم نفسي داخل المواقع الثقافية، تتيح للأطفال التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية، وتعزز التواصل المفتوح معهم، وتشجعهم من خلال التحفيز الإيجابي على المشاركة والتفاعل، بما يسهم في تطوير مهاراتهم وتخفيف التحديات النفسية التي قد تواجههم.