الثلاثاء 7 اكتوبر 2025

ثقافة

لقاء فني ثري مع التشكيلي عبد الوهاب عبد المحسن في معرض دمنهور الثامن للكتاب

  • 6-10-2025 | 21:41

جانب من الفعاليات

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

انطلق لقاء فني استضاف الفنان التشكيلي الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن، أحد أبرز رموز الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي، وذلك في أمسية أدارها الشاعر صلاح اللقاني، الذي قدّم ضيف اللقاء للجمهور الدمنهوري بوصفه تجربة فنية وإنسانية استثنائية تركت بصمتها في المشهد التشكيلي المصري والعالمي، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وفي إطار فعاليات معرض دمنهور الثامن للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور.

 

استهل الفنان حديثه بطلب من المحاور أن يقدّم نفسه للحضور، فاستعاد محطات حياته الأولى في محافظة كفر الشيخ، وكيف تشكل وعيه الجمالي منذ الطفولة، وصولًا إلى التحاقه بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وتخرجه عام 1978، ثم حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه.

وأشار إلى أن رحلته الفنية تأثرت بالعديد من الأساتذة الكبار الذين ساهموا في زلزلة المفاهيم الأكاديمية التقليدية للفن، وفتحوا أمامه آفاقًا جديدة نحو التجريب والرؤية الحرة، وهو ما ساعده على بلورة أسلوبه المميز الذي يمزج بين التجريد والتعبير عن الهوية المصرية، عبر مفردات بصرية تنبض بالرموز والعناصر المحلية.

وتناول الحوار أسلوب الفنان عبد الوهاب عبد المحسن في الجمع بين النظرتين القريبة والبعيدة، بين التفاصيل الدقيقة ورؤية الطائر التي تمنح العمل التشكيلي بعدًا تأمليًا رحبًا، مؤكدًا أن الفن بالنسبة له ليس محاكاة للطبيعة بل رؤية داخلية تستدعي العالم وتعيد تشكيله.

ثم تطرق الفنان الكبير إلى تجربته الرائدة في مدينة البرلس، حيث أسس مشروعًا فنيًا فريدًا بالتعاون مع المجتمع المحلي من الصيادين، مستفيدًا من دعم محافظ كفر الشيخ آنذاك، ليحوّل البرلس إلى مركز فني عالمي مفتوح يجتمع فيه فنانو مصر والعالم.

ومن هذه التجربة انطلقت فكرته في تأسيس مؤسسة الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية المستدامة، التي أنشأها بتمويل ذاتي دون تلقي أي دعم أو تبرعات، لتتبنى مشروعًا غير مسبوق تحت عنوان "المدن الملونة"، يهدف إلى جعل الفن التشكيلي جزءًا من الحياة اليومية للناس، وقد امتدت هذه التجربة لتشمل مدنًا في محافظة البحيرة مثل رشيد وكفر الدوار، ما أسهم في نشر الوعي الجمالي والفني بين الجمهور العام.

وفي ختام اللقاء، طرح الشاعر صلاح اللقاني سؤالًا حول مستقبل الفن التشكيلي في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي والمجتمعات الرقمية، فأوضح الدكتور عبد الوهاب أن الفن مرّ بتحديات مماثلة منذ اختراع الكاميرا، لكنه ظل منتصرًا بفضل روح الفنان وقدرته على استيعاب التحولات الكبرى وإعادة توظيفها فنيًا.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي لن يُلغي الإبداع الإنساني، بل سيفتح أمام الفنانين مجالات جديدة للتجريب والرؤية، بشرط أن تظل عين الفنان وقلبه هما مصدر الإلهام الحقيقي.

واختتم اللقاء بحوار مفتوح بين الفنان الكبير والجمهور، أجاب خلاله على أسئلة الحضور في أجواء من الدفء والإلهام، مؤكدًا أن الفن سيظل رسالة إنسانية خالدة تتجاوز الزمن والتكنولوجيا، وأن الإبداع الحقيقي يبدأ من الإيمان بالجمال الكامن في الإنسان والمكان.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة