طارق فهمي: الوفد الوزاري سيحدد استراتيجية العمل العربي
المقبلة لحماية القدس
دبلوماسي سابق: إيجاد وسيط للقضية الفلسطينية غير أمريكا
لعدم نزاهتها
دبلوماسي: الاجتماع سيركز على سبل دعم السلطة الفلسطينية
استقبلت العاصمة الأردنية عمّان، صباح اليوم، وزراء خارجية
ست دول عربية لبحث قضية القدس، وهو اجتماع وصفه دبلوماسيون بأنه هام في إطار بحث الخطوات
المقبلة لدعم القضية الفلسطينية، ووضع استراتيجية العمل العربي خلال الفترة المقبلة،
موضحين أنه سيناقش أيضا آخر المستجدات في القضية بعد قرارات إسرائيل بشان الضفة الغربية
والقدس.
وتشكل الوفد الوزاري المصغر من وزراء خارجية مصر، والأردن،
والمغرب، والإمارات، والسعودية، وفلسطين، فضلا عن الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام
للجامعة العربية، تنفيذا لقرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ القرار الأمريكي
بنقل بعثتها الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس 6 ديسمبر الماضي.
إيجاد وسيط نزيه
السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربي
سابقا، قال إن اجتماع الوفد الوزاري العربي المصغر المكون من وزراء خارجية 6 دول، غدا
في عمّان، هو تفعيل لقرار مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد الشهر الماضي على مستوى
وزراء الخارجية العرب، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية
من تل أبيب إلى القدس، باعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وأضاف - في تصريحات لـ"الهلال اليوم" - أن الاجتماع
غدا سيبحث التحركات الدبلوماسية دوليا على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس
الأمن والمجموعة العربية في الأمم المتحدة؛ لاتخاذ مواقف أكثر قوة ضد القرار الأمريكي،
ويناقش أيضا المستجدات الأخيرة في القضية وخاصة بعد قرار الكنيست الإسرائيلي بقانون
"القدس الموحدة".
وتابع: إن قرار حزب "الليكود" بضم المستوطنات في
الضفة إلى سلطة دولة الاحتلال، وقرار الكنيست أن أي تنازل عن جزء من القدس في أية مفاوضات
مستقبلية لا يمكن أن يتم إلا بموافقة ثلثي أعضاء الكنيست، ستبحثهما اللجنة للتحرك على
المستوى الدولي.
وأكد حامد، أن الاجتماع سيعقد في عمّان باعتبار المملكة الأردنية
الهاشمية، رئيس القمة العربية الحالي، مضيفا أن الوفد الوزاري سيناقش أيضا قضية الاعتراف
بفلسطين كعضو دائم في الأمم المتحدة بدلا من كونها عضو مراقب، فضلا عن إيجاد وسيط آخر
لحل القضية الفلسطينية، بعدما تأكد أن الوسيط الأمريكي غير نزيه ومتحيز للجانب الإسرائيلي.
وأشار الدبلوماسي السابق، إلى أن نتائج الاجتماع من المقرر
أن تعرض على مجلس الجامعة العربية لبحث ما توصل إليه الوفد من مشاورات وكيفية تطبيقها،
موضحا أن فكرة عقد قمة استثنائية على مستوى الرؤساء قد تكون مطروحة ويمكن عقد قمة مصغرة
على مستوى رؤساء الدول الست أعضاء الوفد.
استراتيجية العمل العربي
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن اجتماع
الوفد الوزاري المصغر للجنة السداسية بشأن القدس غدا في الأردن، من المقرر أن يحدد
استراتيجية العمل العربي الفترة المقبلة، مضيفا أن اختيار المملكة الأردنية الهاشمية
مقراً لعقده جاء لأنها رئيس القمة العربية الحالي.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الاجتماع سينتج
عنه أحد مسارين إما الدعوة لعقد قمة عربية مصغرة تنعقد بمن حضر من الرؤساء لبحث الخطوات
المقبلة، واتخاذ قرارات بشأن الحفاظ على وضعية القدس، أو المسار الثاني هو استبعاد
فكرة القمة العربية المصغرة، وبحث النتائج والمستجدات الأخيرة وتحديد الخطوات التالية.
وأضاف فهمي أنه مطلوب استراتيجية عربية فلسطينية مشتركة للتحرك
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، موضحا أنه مطلوب التعامل مع الولايات
المتحدة بصورة مباشرة بخطوة تصعيدية تجاهها، بالإضافة إلى دعوة فرنسا وروسيا للعب دور
وسيط مباشر في العملية السياسية لحل القضية الفلسطينية بعد خروج الولايات المتحدة من
هذا الدور.
وأكد أن اللقاء هو وضع أفكار على بدايات المحك الرئيس لاتخاذ
وقفة أمام الولايات المتحدة بعد قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أنه يجب
توجيه رسالة بليغة إلى إسرائيل بعدم اتخاذ أية قرارات من شأنها تغيير البعد الديموغرافي
أو الجغرافي في القدس، وذلك بعد قرارات الكنيست الأخيرة بقانون القدس الموحدة وقرار
حزب الليكود ضم المستوطنات إلى سلطة إسرائيل.
دعم السلطة الفلسطينية
فيما قال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي السابق
لمجلس المصري الشئون الخارجية، إن الوفد الوزاري المصغر الذي يضم وزراء خارجية 6 دول
عربية بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية في اجتماعه اليوم سيناقش مجالات العمل
العربي فيما يتعلق بالرد على القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الاجتماع هام
للغاية لتجديد الموقف العربي لمساندة القضية الفلسطينية واستمرار معارضة القرار الأمريكي،
مضيفا أن السلطة الفلسطينية لديها مبادرات وخطط للتوجه والسعي دوليا للاعتراف بدولة
فلسطين وحصولها على مقعد دائم في الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الدولية.
وأضاف شلبي أن الاجتماع سيعيد تأكيد المواقف العربية الرافضة
للقرار الأمريكي مثلما تم في جلسة مجلس الأمن بعد أن رفض القرار 14 دولة في مقابل أمريكا
فقط التي أبطلت مشروع القرار المصري بالحفاظ على وضعية القدس، مضيفا أن الاجتماع أيضا
سيركز على العمل الدولي ودعم الموقف الدولي المعارض للقرار الأمريكي ومنع دول أخرى
أن تحذو حذو أمريكا وجواتيمالا بقرارهم نقل بعثاتهم الدبلوماسية إلى القدس.
وأكد أن الوفد الوزاري سيبحث أيضا أساليب وأدوات دعم السلطة
الفلسطينية في ضوء تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية للسلطة
ولوكالة "الأونروا" والتي تقدر بنحو 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن السلطة
الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح أعلنا رفضهما لأسلوب الابتزاز وأن القدس ليست
للبيع.
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن الاجتماع سيركز على أساليب
دعم السلطة الفلسطينية ماليا وكذلك مواصلة ما بدأته مصر بشأن المصالحة الفلسطينية لأنه
لا يعقل أن تتعرض القضية الفلسطينية لهذا التهديد وقيادات الداخل منقسمة لإغلاق المجال
أمام المزايدين.