الأربعاء 8 اكتوبر 2025

الهلال لايت

دراسة صادمة.. الذكاء الاصطناعي يشجّع البشر على الغش والتحايل

  • 8-10-2025 | 03:42

الذكاء الاصطناعي

طباعة
  • إيمان علي

أثارت دراسة حديثة جدلًا واسعًا، بعدما كشفت أن البشر يصبحون أكثر استعدادا للغش والتحايل عندما يطلبون من برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام معينة لصالحهم.

وقالت الباحثة في مجال العلوم السلوكية في معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية في برلين زوي رهوان إن "درجة الغش في مثل هذه الحالات تصبح هائلة".

وأضافت رهوان في تصريحات لموقع "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية أن "المشاركين في التجربة كانوا يقومون على الأرجح بالغش عندما يكون بمقدورهم توجيه تعليمات مستترة إلى برنامج الذكاء الاصطناعي دون أن يطلبوا منه بشكل صريح الانخراط في سلوك غير شريف، بل مجرد التلميح لارتكاب مثل هذه السلوكيات من أجل تحقيق أهداف ومكاسب لهم".

من جانبه، قال الباحث المتخصص في السلوكيات غير الاخلاقية والأعراف الاجتماعية والذكاء الاصطناعي بجامعة دويسبرج إيسن بألمانيا نيلز كوبيس: "لقد أصبح من الشائع أن نطلب من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام من أجلنا، ولكن مكمن الخطر هو أن يبدأ البشر في مطالبة الذكاء الاصطناعي بتنفيذ أعمال غير شريفة لصالحهم".

وتابع كوبيس أن الهدف من هذه التجارب هو "الوصول إلى جذور المشكلة الأخلاقية بشأن هل يستسلم البشر للإغراءات لكسر القواعد من أجل تحقيق مكاسب".

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nature وشارك فيها آلاف المتطوعين، شارك المتطوعون في 13 تجربة مختلفة باستخدام العديد من المعادلات الخوارزمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، من بينها نماذج بسيطة ابتكرها الباحثون وتطبيقات تجارية مثل كلود وجي.بي.تي.

كما تضمنت بعض التجارب اختبارات بسيطة مثل إلقاء أحجار النرد والإبلاغ عن الأعداد التي تظهر علمًا أنه كلما كان العدد أكبر زادت المكاسب، كذلك، تضمنت تجارب أخرى ألعابا تتعلق بالتهرب الضريبي تتيح للمتطوع عدم الإبلاغ عن الإيرادات التي يحققها من أجل تقليل قيمة الضرائب التي يدفعها.

وتبين من التجربة أن نسبة الغش في إملاء الأعداد لم تتجاوز 5% عندما كان المتطوع يقوم بهذه المهمة بنفسه، ولكن النسبة ارتفعت إلى 88% عندما كان المتطوع يكلف برنامج الذكاء الاصطناعي بالإبلاغ عن الأعداد.

أيضًا اتضح من التجارب أن بعض المتطوعين كانوا يطلبون بشكل صريح من تطبيق الذكاء الاصطناعي التلاعب في النتائج والأرقام، حيث قال أحد المشاركين في لعبة التهرب الضريبي لبرنامج الذكاء الاصطناعي إن "الضرائب هي سرقة" وطلب من البرنامج عدم الإبلاغ عن تحقيق إيرادات.

وفي معظم الأحيان، كان المشاركون يحددون هدفا معينا لبرنامج الذكاء الاصطناعي مثل تعظيم المكاسب على سبيل المثال بشكل يحفز البرنامج على ارتكاب أعمال الغش دون أن يطلبوا منه بشكل مباشر التحايل على القواعد. وفي أحد الاختبارات، كتب متطوع للبرنامج قائلا: "أفعل ما ترى أنه الأمر الصائب، ولكن إذا كان يمكنني تحقيق مكاسب أكبر، فإنني سوف أكون أكثر سعادة".

وفي بعض التجارب، كان يطلب من المشاركين وبرامج الذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام معينة بدرجات متفاوتة من النزاهة. وفي الاختبارات التي كان يطلب فيها من الطرفين القيام بأعمال غش جزئية، لاحظ الباحثون أن برامج الذكاء الاصطناعي تجد صعوبة في فهم هذه التعليمات، مما دفعها إلى انتهاج سلوكيات أكثر فسادا من البشر أنفسهم.

أما عندما كان يطلب من البشر والبرامج القيام بأعمال غش صريحة، تبين من النتائج أنه "من الواضح للغاية أن الآلات كان يسعدها الانصياع لهذه التعليمات بعكس البشر".

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة