لا تدرك معظم النساء أن مشاعرهن ليست دليل ضعف كما يعتقد البعض، بل هي بوصلة داخلية تنبههن لما يحتجن إليه نفسيًا وجسديًا، فالتقلبات التي نمر بها يوميًا ليست عشوائية، بل تحمل رسائل دقيقة من أجسادنا وعقولنا، ولذلك نوضح في السطور التالية أهم الحقائق العلمية حول المشاعر، وكيف يمكن للتعبير عنها أن يحسن الصحة النفسية، ويمنحك إحساسًا أعمق بالتوازن الداخلي، وفقا لما نشر على موقع " psychologytoday".
-ما نشاركه يمكننا أن نتحمله:
حين نعبر عن مشاعرنا بصدق، يخف العبء النفسي بطريقة فورية تقريبًا، فمشاركة العواطف لا تضعفنا، بل تقسم الألم بيننا وبين من نثق بهم، مما يجعل احتماله أسهل، وقد أثبتت دراسة أُجريت عام 2023 على 100 زوج أن مشاركة المشاعر غير المريحة بين الطرفين تعزز من الشعور بالقرب والتفاهم العاطفي على المدى الطويل، كما أظهرت أبحاث نشرت في مجلة Scientific Reports أن مشاركة الأحداث الصعبة مع الآخرين، سواء وجهًا لوجه أو عبر الكتابة، تحسن جودة النوم وتقلل التوتر والقلق.
-كبت المشاعر يتعب الجسد قبل القلب:
قد تظنين أن كتم الغضب أو الحزن دليل قوة وتحكم، لكن الكبت العاطفي يرهق الجسد والعقل، ويسبب اضطرابات في المزاج والطاقة، بينما التعبير الصحي عن المشاعر يمنح راحة فسيولوجية حقيقية، وتشير دراسة أجراها كاميرون (2017) إلى أن الأشخاص الذين يكبتون مشاعرهم يعانون غالبًا من إرهاقٍ نفسي وانخفاض في الرضا عن الحياة، أما من يعبرون عن مشاعرهم بوعي، فغالبًا ما يكونون أكثر استقرارًا نفسيًا ورضا عن ذواتهم، كما أن الكبت يجعل الجهاز العصبي في حالة استنفار دائم، كأنه يعيش خطرًا مستمرًا، بينما التعبير الآمن عن العاطفة يعيد للجسم توازنه الطبيعي، لذلك، لا تخافي من البكاء أو الحديث عما يزعجك؛ فذلك ليس ضعفًا، بل عناية بنفسك
-أفضل طريقة لتنظيم المشاعر هي مشاركتها مع أشخاص آمنين:
المشاعر خلقت لتشعر وتشارك، نحن لا نشفى في العزلة، بل في العلاقات الآمنة التي تمنحنا مساحة للبوح دون خوف أو حكم، وكشفت الدراسات أن مشاركة التجارب المؤلمة أو المشاعر القوية مع أشخاص نثق بهم تساعد في تقليل الضغط النفسي وتعزيز النمو الشخصي، فحين نتحدث إلى من يصغي بتعاطف، يستجيب جهازنا العصبي بالهدوء والاطمئنان، أما عندما نحيط أنفسنا بأشخاص ينتقدون أو يقللون من مشاعرنا، فإننا نميل إلى الكبت، مما يزيد من التوتر ويضعف شعورنا بالدعم، لذا، احرصي على أن يكون حولك دائرتك الآمنة.