في مشهد يعكس تقديرًا دوليًا متزايدًا للدور المصري في دعم قضايا السلام، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مع تداول أنباء حول ترشيح رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، لنيل جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده الدبلوماسية المتواصلة في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودوره الكبير في دعم القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين، منذ حادث 7 أكتوبر 2023.
التحركات السياسية والإنسانية
جاء هذا التفاعل في أعقاب التحركات السياسية والإنسانية التي قادتها مصر لاحتواء تداعيات الحرب على غزة، والتي شهدت خلالها القاهرة اتصالات مكثفة مع عواصم دولية وإقليمية، ومساعٍ حثيثة لفتح ممرات إنسانية وتأمين وصول المساعدات إلى المدنيين المتضررين. كما كان لمصر دور محوري في استضافة مفاوضات التهدئة، ما جعلها شريكًا أساسيًا في محاولات استعادة الاستقرار الإقليمي.
مصر والوساطة من أجل السلام
على مدار العقود الماضية، لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، بدءًا من اتفاقيات السلام التاريخية، مرورًا بجهودها الدؤوبة لوقف الحروب المتكررة على غزة، وصولًا إلى موقفها الإنساني الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.
وفي السنوات الأخيرة، برزت القاهرة كوسيط فاعل في وقف إطلاق النار، وإطلاق مبادرات إنسانية عاجلة لتخفيف معاناة المدنيين، الأمر الذي جعل اسم الرئيس «السيسي» يتصدر الأحاديث بشأن الترشيح للجائزة.
إشادة دولية
وأشار عدد من المحللين والسياسيين إلى أن التحركات المصرية الأخيرة لم تكن مجرد رد فعل، بل جاءت ضمن رؤية شاملة تؤمن بأهمية الحل السياسي والدبلوماسي للنزاعات، هذا الدور، بحسب مراقبين، أعاد لمصر مكانتها المحورية في معادلة السلام الإقليمي والدولي.
وبينما لم تصدر تأكيدات رسمية من الجهات المعنية حتى الآن بشأن الترشيح، إلا أن تداول هذا الخبر على نطاق واسع يعكس تناميًا في الاعتراف الدُّوَليّ بجهود القاهرة ودورها الحاسم في القضايا المصيرية بالمنطقة.
غدًا.. الإعلان عن جائزة نوبل للسلام 2025
تُمنح جائزة نوبل للسلام غدًا الجمعة عند الساعة 12:00 (بتوقيت جرينتش) في أوسلو، وسط أجواء قاتمة، إذ لم يسبق أن وصل عدد النزاعات المسلحة التي تشمل دولة واحدة على الأقل إلى مستوى مرتفع كما في عام 2024، منذ بدء جامعة أوبسالا السويدية إحصاءاتها في هذا المجال عام 1946.
قائمة الترشيح
هذا العام 2025، تم ترشيح 338 فردًا ومنظمة للجائزة، مع الإشارة إلى أن قائمة أسماء المرشحين تبقى سرية لمدة 50 عامًا، ويحق لعشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم برلمانيون وفائزون سابقون بالجائزة وبعض أساتذة الجامعات وأعضاء لجنة نوبل، تقديم أسماء يرشحونها للفوز.
وفي السياق نفسه، يبرز اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليكون مرشحًا للجائزة، وفور إعلان ترامب التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، نشر البيت الأبيض صورة له تحت عنوان «رئيس السلام».
تاريخ جائزة نوبل للسلام
جائزة نوبل للسلام من أرفع الجوائز العالمية وأكثرها شهرة، أُسست عام 1901م تخليدًا لوصية المخترع السويدي ألفريد نوبل، وتهدف إلى تكريم الأفراد والمؤسسات التي تسهم في تحقيق السلام الدُّوَليّ وحل النزاعات بطرق سلمية.
ومنحت الجائزة على مدار أكثر من قرن لقادة وشخصيات بارزة تركت بصمتها على مسار السلام العالمي، من بينهم نيلسون مانديلا، باراك أوباما، والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ومنظمات دولية عدّة.
وتبقى جائزة نوبل للسلام رمزًا عالميًا لتكريم صُنّاع الأمل، فيما يترقب العالم ما ستؤول إليه هذه الخطوة المحتملة التي، إن تحققت، ستشكل اعترافًا دوليًا جديدًا بمكانة مصر ودورها في حماية السلم والاستقرار.