السبت 1 فبراير 2025

تحقيقات

«كاتدرائية الأرثوذكس تاريخ يتجدَّد من ناصر إلى السيسي».. عبد الناصر افتتح كاتدرائية العباسية في عهد البابا كيرلس.. والسيسي يفتتح الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط في عهد البابا تواضروس

  • 6-1-2018 | 16:22

طباعة

رحلة طويلة من الإنجازات مرَّت بها الكاتدرائية المرقسية، بدأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في عهد البابا كيرلس السادس، ٢٥ يونيو ١٩٦٨، بافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وهي الكاتدرائية التي أسهم فيها الرئيس نفسه بمبلغ ١٥٠٠٠٠ جنيه.

وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم، حيث يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح الكاتدرائية الجديدة في العاصمة الإدارية في عهد البابا تواضروس الثاني، وكان الرئيس السيسي أول المتبرعين لبناء الكاتدرائية والمسجد الذي يجري حاليًّا بناؤه بالعاصمة أيضًا. 


«ميلاد المسيح»

تعتبر الكاتدرائية الجديدة أول كاتدرائية في مصر باسم "ميلاد المسيح"، وتعني: "كريسماس christmas"، و"mas" كلمة قبطية معناها "ميلاد"، و"Christ" أي "المسيح"، حيث أكد الدكتور صموئيل متياس رئيس الكشافة الكنسية، المسؤول عن تنظيم القداس داخل أسوار الكنيسة، أن البابا تواضروس الثاني أطلق على الكاتدرائية الجديدة اسم "ميلاد المسيح"، عليه السلام، إيذانًا بميلاد جديد وحياة جديدة وعهد جديد.

وتعد الكاتدرائية الجديدة أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، وتتميز بموقعها في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تسع الكنيسة الكبري الموجودة بها نحو ٧٥٠٠ شخص، بينما تستوعب الكنيسة الكائنة في الدور السفلي، التي سيقام بها قداس عيد الميلاد هذا العام، نحو ٢٥٠٠ شخص.

يذكر أن الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تسع لـ٤٥٠٠ شخص، ووجود الكاتدرائية الجديدة ليس مجرد مكان كبير ستتاح فيه فرصة للمسيحيين الأقباط أن يمارسوا عبادتهم فقط، إنما يعني بالمقام الأول، طبقًا لتصريحات القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تجسيدًا حقيقيًّا لمبدأ المواطنة، بل وترسيخ قواعدها لدى جميع أفراد المجتمع المصري، مما يعكس فرحة كل المصريين بتشييدها، وهو مارصدته وسائل الإعلام المختلفة بوصفه نموذجًا مهمًّا ومعبرًا عن المواطنة. 


مبنى الكاتدرائية

يتكون مبنى الكاتدرائية من طابقين:

1- الدور العلوي بمسطح نحو 8100 متر مربع، يتكون من صحن للكاتدرائية، ويتسع لنحو أكثر من 7500 فرد، بينما يرتفع خورس الشمامسة 7 درجات عن صحن الكاتدرائية، وتقع منطقة الهياكل في الجهة الشرقية، وتحتوي على ثلاثة مذابح، ملحقة بها استراحات وغرف خدمات تشغل ثلاثة أدوار بجوار الهياكل من الجهة الشرقية، وتوجد المعمودية في الجهة الشمالية الغربية من المبنى، وغرفة للأطفال في الجهة المقابلة للمعمودية، منوهًا بأنه تم وضع أربعة مصاعد تخدم كبار السن، ومنحدرات وسلالم متعددة لخدمة الأقباط، أيضًا تم مراعاة أن يكون هناك تكييف مركزي للكاتدرائية بأكملها، على أن تكون مسارات التكييف بالبدروم، حفاظًا على الشكل المعماري للكاتدرائية.

2- الدور السفلي بمسطح نحو 8500 متر مربع، ويحتوي على كنيسة بمسطح 1800 متر مربع، تتسع لنحو 1200 شخص، وقاعة متعددة الأغراض بمسطح 1500 متر مربع، وقاعة اجتماعات، وقاعة متحف لتاريخ الكنيسة القبطية، إضافة إلى الخدمات العامة للكاتدرائية، من دورات مياه عامة، وغرف خدمات، ومخازن.


زمن قياسي

وكشف الزمن القياسي الذي تم فيه بناء الكاتدرائية عن إرادة سياسية عبر عنها موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين أوفي بوعده بإنجاز بناء وتجهيز الدور السفلي من الكاتدرائية، لتكون جاهزة لصلاة قداس عيد الميلاد مساء اليوم السبت. وهو ما التزمت به الشركات المنفذة وآلاف العمال الذين ظلوا يعملون ليل نهار لإتمام العمل، في مشهد مصري حضاري خالص، شهد له العالم. 

وتشهد الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مساء اليوم السبت، أول قداس بـ"عيد ميلاد المسيح".

    الاكثر قراءة