نحتفل في 11 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للفتاة، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الفتيات وحقوقهن في التعليم والحماية والمشاركة المجتمعية، تمهيدًا لتمكينهن من بناء مستقبل أفضل خالٍ من التمييز والعنف والعادات التي تحد من طموحاتهن.
ومن منطلق هذه المناسبة، نستعرض مع أستاذ علم الاجتماع، كيف أسهمت مبادرات الدولة المصرية في كسر حواجز التقاليد البالية، وفتحت آفاقًا جديدة أمام الفتيات لتحقيق أحلامهن.
من جهته، قال الدكتور أشرف فرج أحمد، أستاذ علم الاجتماع المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، إن الدولة المصرية نجحت عبر العديد من المشاريع والمبادرات في تحقيق خطوات ملموسة نحو تحرير الفتيات من قيود الموروثات البالية، التي طالما حرمت العديد منهن من حقوق أساسية في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية، وهذه الجهود تمثل امتدادًا لتاريخ طويل من سعي مصر إلى تمكين المرأة منذ عقود، لكنها تجلت اليوم بشكل أكثر وضوحًا وفاعلية من خلال تبني الدولة برامج وطنية بالتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات، لتعزيز المساواة بين الجنسين وفتح المجال أمام الفتيات ليصبحن جزءًا فاعلًا في عملية التنمية.
وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن ما تم وصفته من جهود الدولة في التمكين لم يكن مجرد شعارات، بل أصبح واقعًا ملموسًا من خلال تنفيذ مشروعات كبرى وبرامج اجتماعية واقتصادية تستهدف الفتيات في مراحل عمرية مختلفة، وخاصة في المناطق الريفية والمهمشة، وهذه المبادرات نجحت في كسر كثير من الحواجز النفسية والاجتماعية التي كانت تحد من طموحات الفتيات، من خلال دعم التعليم، وتمويل المشروعات الصغيرة، وتوفير فرص التدريب، مما أسهم في تحسين أوضاعهن ومنحهن الثقة في قدراتهن.
وأضاف، إلى أن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لعب دورًا مهمًا في تغيير الوعي ونقل التجارب الإيجابية للدولة المصرية، مما قلص الفوارق بين الريف والحضر، فاليوم، فلم تعد الفتاة في القرية أو النجوع بعيدة عن مظاهر التقدم التي نراها في المدن، وهو ما ساعد في تقليص المسافات الثقافية والاجتماعية بين الطبقات.