السبت 11 اكتوبر 2025

فن

في ذكرى ميلاد أنور وجدي.. حكاية الحب والغيرة التي جمعت بينه وبين ليلى مراد

  • 11-10-2025 | 03:55

أنور وجدي وليلى مراد

طباعة
  • ندى محمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان أنور وجدي، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في العصر الذهبي، الذي جمع بين الوسامة والموهبة والإبداع، وترك إرثًا فنيًا خالدًا كممثل ومخرج وكاتب ومنتج، أكثر ما ميز حياته الفنية كان شراكته مع الفنانة ليلى مراد، التي شكل معها ثنائيًا ناجحًا على الشاشة وخارجها، وامتزج الحب بالنجاح والإبداع ليخلقا معًا علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية.

بدأت العلاقة بينهما أثناء تصوير فيلم «ليلى بنت الفقراء» (1945)، وسرعان ما تزوجا بعد عرض الفيلم مباشرة. وقدما معًا سلسلة من أنجح الأفلام مثل «ليلى بنت الأغنياء» (1946)، «قلبي دليلي» (1947)، «عنبر» (1948)، و«غزل البنات» (1949)، حيث ظهر الانسجام بينهما على الشاشة بصورة نادرة، ما جعلهما حديث الجمهور والنقاد في تلك الفترة.
الخلافات الشخصية وراء الكواليس

لكن خلف الكاميرات كانت العلاقة مليئة بالتقلبات والمشاكل، وكانت الغيرة أبرز أسباب الخلاف بينهما، خاصة بعد أن علم وجدي بحب ليلى القديم للموسيقار محمد عبدالوهاب، وهو حب من طرف واحد عاشته في صمت لسنوات.

تعود القصة إلى فترة عمل ليلى مع عبدالوهاب في فيلم «يحيا الحب»، حيث كانت تكن له إعجابًا كبيرًا، لكنها صُدمت برد فعله القاسي حين صرّحت له بمشاعرها، إذ قال لها أمام الجميع: "دي قلة أدب، إزاي تتجرئي وتقوليلي كده يا ليلى؟، وكان لهذا الموقف أثر نفسي عميق عليها.

ورغم علم أنور وجدي بتفاصيل هذه القصة، أصر على الزواج منها، ودافع عنها أمام الجميع، ومع مرور الوقت، بدأت الغيرة تسيطر عليه، فكان يمنعها من التعاون مع عبدالوهاب أو حتى الرد على مكالماته، لكنه اضطر لاحقًا إلى السماح لها بالعمل معه في بعض الأفلام التي كان هو منتجها، لعلمه أنها قادرة على إبراز جمال صوتها الفني.

تأسيس شركة الإنتاج المشتركة والانفصال

أسس أنور وجدي وليلى مراد شركة إنتاج مشتركة لتقديم أفلام تجمعهما فنيًا وتحقق لهما النجاح على الشاشة وخارجها، ولكن الخلافات المالية والشخصية ازدادت، إذ شعرت ليلى أنه يتحكم في قراراتها الفنية بشكل مفرط، بينما كان هو يرى أن نجاحها من نجاحه.

بلغت الأزمة ذروتها عندما قررت ليلى الانفصال بعد سبع سنوات من الزواج، بسبب خلافات حول مستحقاتها المالية في أحد الأفلام، لكنها أكدت لاحقًا أن السبب الحقيقي كان الغيرة والاحتواء الزائد الذي خنق حريتها الفنية.

بعد الانفصال، ترددت شائعات بأن أنور وجدي انتقم منها بإطلاق إشاعة تقول إنها تبرعت بمبلغ 50 ألف جنيه للجمعيات الإسرائيلية، ما تسبب في منع أفلامها في بعض الدول العربية، ولكن وجدي سرعان ما تراجع عن تلك التصريحات بعدما أدرك أنها ستضر أيضًا بأفلامه، وأصدر بيانًا صحفيًا أكد فيه أن ما حدث مجرد "سوء تفاهم".

زيجاته الأخيرة ووفاته

تزوج أنور وجدي بعد ذلك ثلاث مرات؛ الأولى من الفنانة إلهام حسين ولم يستمر الزواج سوى ستة أشهر، والثانية من ليلى مراد، والثالثة من ليلى فوزي، التي كانت حبه الأخير، وبعد الطلاق من ليلى مراد، عاد ليتقرب من ليلى فوزي، فتزوجها عام 1954 وسافر معها إلى فرنسا للعلاج من مرض الكلى المتعدد الكيسات، وهو مرض وراثي لم يكن له علاج آنذاك.

تدهورت حالته الصحية سريعًا، وتوفي بعد أربعة أشهر فقط من زواجه في ستوكهولم بالسويد، وعادت زوجته ليلى فوزي إلى القاهرة ومعها جثمانه لتُودعه مصر في جنازة مهيبة، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا وأسطورة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.

الاكثر قراءة