لم تهدأ الأوضاع في قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه أمس الجمعة، حتى حولت إسرائيل، بمستوطنيها، جِمام غضبها إلى الضفة الغربية، التي تشهد تصعيدًا مستمرًا منذ عامين، ما بين تنفيذ اجتياحات واقتحامات لمدنها أو تنفيذ حملات اعتقالات.
الاعتداء على الضفة الغربية
شهدت الساعات الأخيرة اعتداءات واسعة على مدن الضفة الغربية، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد فلسطينيين عُزّل، وذلك ضمن الاعتداءات المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ففي أعقاب سريان اتفاق وقف إطلاق النار، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة، مدينة نابلس، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأفادت مصادر "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت شارعي (10) والتعاون من حاجز الطور العسكري، وسمعت أصوات إطلاق رصاص حي، بينما لم يُبلّغ عن مداهمات لمنازل أو اعتقالات.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، مدينة طوباس بعدة آليات عسكرية من حاجز تياسير العسكري شرقًا، فيما انتشر جنود الاحتلال في أكثر من مكان ولاحقوا الشبان، حسب "وفا".
وبالتزامن، اقتحمت قوات مشاة إسرائيلية وسط مدينة البيرة، وأطلقت الرصاص الحي بكثافة، دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات.
كما أطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع في محيط منازل الفلسطينيين القريبة من مستعمرة "بسغوت" المقامة على أراضي البيرة، حسب ذات المصدر.
وفي الخليل، أُصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، واعتُقل ستة آخرون، بينهم سيدتان، من أنحاء متفرقة في المحافظة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية عند مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال رام الله فجر اليوم، وتمركزت عند دوار المنارة وشارع الإرسال، وداهمت مكتب إحدى القنوات العربية العالمية، وجددت قرار إغلاقه لمدة 60 يومًا.
واستمرارًا لمسلسل الاعتداءات هذا، هاجم مستوطنون قاطفي الزيتون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، في مشهد يتكرر في كل موسم زيتون، إلا أن هذه الفترة تحديدًا تشهد سلسلة اعتداءات وحشية بحق المواطنين، تصل إلى حد إطلاق الرصاص المباشر عليهم، حسب "وفا".
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من مهاجمة المستوطنين بشكل وحشي أراضي بلدة بيتا جنوب نابلس، واستهدافهم قاطفي الزيتون، الأمر الذي أدى إلى إصابة نحو 36 فلسطينيًا بالرصاص والضرب والاختناق، فضلًا عن احتراق نحو 15 مركبة في المنطقة.
ويأتي ذلك ضمن حرب إبادة تتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكتوبر 2023.
وفجر الخميس، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، واستضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع؛ إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.