الأحد 12 اكتوبر 2025

تحقيقات

قمم السلام من القاهرة إلى شرم الشيخ.. مصر تؤكد ثبات موقفها من القضية الفلسطينية

  • 12-10-2025 | 17:56

مصر - فلسطين

طباعة
  • محمود غانم

بين قمة القاهرة للسلام عام 2023 وقمة شرم الشيخ 2025، واصلت مصر أداء دورها المحوري في دعم المسار الدبلوماسي الخاص بالقضية الفلسطينية، إذ لم تتوقف جهودها على مدار العامين الماضيين عن المطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وحشد كل الإمكانات السياسية والدبلوماسية من أجل حقن دماء الشعب الفلسطيني وصون قضيته العادلة.

وتتوج هذه الجهود غدًا الاثنين، على أرض مدينة شرم الشيخ، حيث من المقرر أن يُبرم اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقًا للخطة الأمريكية التي تم التوافق عليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

ويرى خبراء أن قمتي القاهرة وشرم الشيخ تجسدان بوضوح الرغبة المصرية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، باعتبارهما امتدادًا للخيارات الاستراتيجية التي تتبناها القاهرة، ودليلًا على صدق مساعيها تجاه دعم القضية الفلسطينية.

وأكد الخبراء أن قمة شرم الشيخ، التي يشارك فيها أكثر من 20 زعيمًا عالميًا، تمثل برهانًا جديدًا على الدور المحوري الذي اضطلعت به مصر منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان على قطاع غزة وإرساء أسس السلام في المنطقة.

 

موقف ثابت 

ومن جانبه، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن قمة شرم الشيخ للسلام تكتسب أهمية كبيرة، إذ تمثل ثمرة الجهد المصري الذي لم يتوانَ عن السعي والمطالبة بوقف الحرب.

وقال سلامة، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، إن القمة ستمنح مظلة دولية لضمان استمرارية وقف إطلاق النار، واستكمال مراحله كافة، بما يضمن عدم عودة العدوان مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، فيما يجري العمل على فتح الأفق أمام المرحلتين الثانية والثالثة.

وشدد سلامة على أن القمة تعكس تقدير المجتمع الدولي للدور المصري وقيادة الدولة ومؤسساتها، بدليل مشاركة أكثر من 20 زعيمًا من قادة دول العالم، يتصدرهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن انعقاد القمة برئاسة مصرية – أمريكية مشتركة يمثل إنجازًا كبيرًا يؤكد أن مصر هي مرتكز السلام الإقليمي، والدولة المفتاحية في المنطقة، مؤكدًا أن ذلك يعكس في الوقت ذاته أن كل بؤر التوتر في الشرق الأوسط لا يمكن تسويتها إلا عبر الدور المصري.

وأضاف سلامة أن ذلك يُعد ردًا واضحًا على كل من ردد أن دور مصر تراجع في المنطقة، فاليوم تؤكد القاهرة أنها ترسم ملامح السلام، ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم أجمع.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن منذ قمة القاهرة للسلام عام 2023، بل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر من العام نفسه، وحتى اليوم، ظلت الدولة المصرية متمسكة بخيار السلام، وأن نهجها الدبلوماسي والسياسي المخلص تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير.

وأشار إلى أن ثبات الموقف المصري ووضوحه يميز الخيط الناظم بين قمة القاهرة للسلام وقمة شرم الشيخ المقررة غدًا، فبرغم اختلاف السياقات، بقي الموقف المصري هو الأبرز في الحالتين، ما يؤكد أن القاهرة كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى، ولم تتخلَّ يومًا عن القضية الفلسطينية، وتعاملت معها بشرف وإخلاص.

 

مصر اللاعب الأكبر 

فيما أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن قمة شرم الشيخ للسلام تأتي لتجدد التأكيد على الدور المصري المحوري في المنطقة، مشددًا على أن مصر ليست لاعبًا ثانويًا في المعادلة الإقليمية، بل هي اللاعب الأكبر وصاحبة الكلمة المؤثرة في قضايا الشرق الأوسط.

وأوضح البرديسي، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن انعقاد القمة يعكس التقدير الكبير الذي يكنّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هناك حالة من "الكيمياء السياسية" تجمع بين الزعيمين، توافقت على إحلال السلام في المنطقة بعد فترة اشتعلت فيها نيران التوتر.

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن مصر، منذ قمة القاهرة للسلام عام 2023 وصولًا إلى قمة شرم الشيخ 2025، لم تتوقف عن الدعوة إلى السلام وتدشين مساراته، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن السلام هو الخيار الإنساني الصحيح والمستدام.

وأشار إلى أنه لو أن المجتمع الدولي استمع لصوت القاهرة في 2023، لكان بالإمكان تجنّب اتساع رقعة الصراع، إلا أن تقاعسه عن أداء مسؤولياته أدى إلى تفاقم الأوضاع ووقوع فظائع وخسائر فادحة طالت المنطقة بأكملها.

وشدد البرديسي على أن قمة شرم الشيخ تمثل الفرصة الأخيرة أمام العالم لإعادة السلام والاستقرار، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الحقيقية، واغتنام هذه الفرصة لإعادة الأمن المفقود إلى شعوب المنطقة، بعيدًا عن دوامات الإرهاب والتطرف والحروب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة