الإثنين 13 اكتوبر 2025

ثقافة

فاطمة موسى.. الناقدة التي قرأت نجيب محفوظ كما لم يقرأه أحد

  • 13-10-2025 | 02:02

فاطمة موسى

طباعة

تصادف اليوم ذكرى وفاة الدكتورة فاطمة موسى، واحدة من أبرز الشخصيات في المشهد الثقافي المصري والعربي، التي جمعت بين الأكاديمية والترجمة والنقد الأدبي، وأسهمت في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال أعمالها المتنوعة ومسيرتها الحافلة بالعطاء.

النشأة والتكوين العلمي

وُلدت فاطمة موسى في 25 أبريل 1927 بالقاهرة، ونشأت في بيئة تُقدّر التعليم والثقافة، حصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1948، ثم نالت الماجستير عام 1954، وأكملت مشوارها الأكاديمي بالحصول على الدكتوراه من كلية وستفيلد بجامعة لندن عام 1957.

المسيرة الأكاديمية المتميزة

بدأت فاطمة موسى مسيرتها الأكاديمية بالبحث في تأثير "الرواية الشرقية" على الأدب الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، خاصة من خلال "ألف ليلة وليلة"، ثم انتقلت لدراسة تأثير الرواية الأوروبية على نهضة الرواية المصرية.
شغلت منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام 1975، وظلت تُشرف على رسائل الدراسات العليا بشغف ودأب حتى وفاتها، مكرسة حياتها لخدمة العلم والأدب.

الإسهامات النقدية والتأليفية
كتبت فاطمة موسى بتوسع عن الأدب العربي والأوروبي، واعتبرها الأديب العالمي نجيب محفوظ من أفضل من تناول أعماله بالنقد والتحليل. من أبرز مؤلفاتها "قاموس المسرح"، الذي يُعد مرجعًا هامًا ومؤثرًا في مجاله حتى اليوم.

إنجازات في عالم الترجمة
أسهمت الدكتورة فاطمة موسى في ترجمة عدة مسرحيات لشكسبير، منها "الملك لير"، التي عُرضت على المسرح القومي المصري عام 2002. كما كانت من أوائل من ترجموا أعمال نجيب محفوظ إلى الإنجليزية، وتُعتبر ترجمتها لرواية "ميرامار" من أفضل الترجمات وأكثرها دقة وإتقانًا.

كما ترجمت أعمالًا لابنتها الروائية المعروفة أهداف سويف، في تجسيد جميل للتواصل الثقافي بين الأجيال.

المناصب والتكريمات
شغلت فاطمة موسى عدة مناصب مرموقة، منها مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تنفيذي لرابطة القلم المصرية. وتقديرًا لإسهاماتها الثقافية، حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1997، وتكريم الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب عام 2007.

الرحيل
توفيت الدكتورة فاطمة موسى في 13 أكتوبر 2007، تاركة إرثًا ثقافيًا غنيًا في مجالات النقد والترجمة والتعليم، ظلت نشطة في التدريس والإشراف الأكاديمي حتى أيامها الأخيرة، في تجسيد حي لمعنى التفاني والإخلاص للرسالة العلمية والثقافية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة