كرم ملتقى شباب المخرجين الجدد في حفل افتتاح دورته الرابعة، والتي أقيمت على مسرح السامر، تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتستمر فعاليات الملتقى حتى 22 أكتوبر الجاري، بمشاركة عدد من المبدعين الشباب إلى جانب نخبة من رموز المسرح المصري.
وأقيم حفل الافتتاح هذا العام في أجواء احتفالية مميزة، بحضور اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، محمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، الكاتب سامح عثمان مدير المهرجان، والفنانين حمدي الوزير وأحمد البنهاوي، المخرج محمد صابر، مدير عام الإدارة العامة لرعاية المواهب، والمهندس محمد جابر مدير مسرح السامر، ولفيف من المبدعين والنقاد والإعلاميين.
تتخلل الحفل فقرات تكريم لعدد من الأسماء التي كان لها دور بارز في مسار الورش التدريبية وإثراء الحركة المسرحية.
الفنان محمد عبد الفتاح
الفنان محمد عبد الفتاح، أحد أبرز المبدعين في مجال الحكي والمسرح المستقل في مصر، تقديرًا لمسيرته الطويلة وإسهاماته المؤثرة في المشهد المسرحي.
صانع حكايات ومدرب فنون أداء وحكي وممثل مصري
الفنان محمد عبد الفتاح من الأصوات التي رسخت مفهوم المسرح كمساحة تفاعلية للتعبير الإنساني، وجعلت من الحكاية فعلًا جماعيًا ينبض بالوعي الاجتماعي والوجدان الشعبي.
و محمد عبد الفتاح أحد الأسماء البارزة في مجال الحكي والمسرح المستقل في مصر، فهو من الأصوات التي أسهمت في ترسيخ مفهوم المسرح كمساحة تفاعلية للتعبير الإنساني، وجعلت من الحكاية فعلًا جماعيًا ينبض بالوعي الاجتماعي والوجدان الشعبي. جمع بين الإخراج والتدريب والتمثيل وصناعة المبادرات الثقافية، فكان من المبدعين الذين جمعوا بين الحس الفني والرؤية المجتمعية، وبين التجريب المسرحي والتأصيل لفن الحكي المصري المعاصر.
المسار الفني والإبداعي
تخرّج محمد عبد الفتاح في كُلِّيَّة الآداب – قسم المسرح – جامعة الإسكندرية، وبدأ مسيرته عام 2000 مؤسسًا ومديرًا لـ«مجموعة حالة المسرحية»، التي قدّمت على مدار سنواتها تجارِب رائدة في مسرح الشارع وعروض الحكي. وفي عام 2007 أطلق مشروعه الأشهر «بيت الحواديت»، الذي أصبح أحد أهم منصات الحكي في مصر والعالم العربي، وارتبط اسمه بليالي الحواديت التي يقدمها بانتظام في أماكن ثقافية متعددة.
أخرج الفنان محمد عبد الفتاح عددًا كبيرًا من العروض المسرحية التي اتسمت بالبساطة والعمق في آنٍ واحد، من أبرزها:
الحلم (مسرح شارع) – 2000، حالة – 2001، العادة – 2002، جرنيكا – 2002، الوضع الاستراتيجي – 2003، جاز – 2004، سلام مربى – 2004، أوزو لذيذ – 2005، 76 – 2005، كستور – 2006، نار – 2008، اكتئاب – 2008، كوميك دانس شو – 2008، عصافير جنة – 2009، عروسة – 2009، الصندوق – 2010، آخر أيام أم دينا – 2011، نشاز – 2012، الثورة جميلة – 2012، مريم – 2013، فيتامينات – 2014 (جزويت الإسكندرية بالتعاون مع مسرح كونتاكت الدنماركي)، كورال إسكندرية – 2015، و8 مارس – 2022.
امتازت أعماله بقدرتها على الجمع بين التجريب والمضمون الاجتماعي، وبين الطابع الاحتفالي للمسرح الشعبي والرؤية الجمالية المعاصرة، مما جعلها قريبة من الناس ومعبّرة عنهم.
المبادرات والمشروعات الثقافية
أسس محمد عبد الفتاح وأدار مهرجان القاهرة للسينما المستقلة (2006 و2007)، ومهرجان القاهرة لأفلام الموبايل (2007 و2008)، وهو أول مهرجان من نوعه في مصر والعالم العربي، وثاني مهرجان لأفلام الموبايل في العالم.
و كان محمد عبد الفتاح،من مؤسسي مسرح روابط وتولى إدارته لفترة، وساهم في ائتلاف الثقافة المستقلة ومشروع «الفن ميدان»، وكان أحد الداعمين لتجارب الشباب في الفنون الحرة والمستقلة.
تعاون مع عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني داخل مصر وخارجها، وشارك مع مسرح كونتاكت الدنماركي في مشروع حول علاقة الرجل بالمرأة ضمن مبادرة نساء ورجال من مصر.
كما وضع وأدار برامج تدريبية في مجالات المسرح والسينما والحكي، وواصل عمله كمدرب لفنون الأداء منذ عام 2000، ولفن الحكي منذ عام 2007 وحتى الآن.
المناصب والمسؤوليات الفنية
يتولى الفنان محمد عبد الفتاح إدارة «بيت الحواديت» منذ تأسيسه عام 2007 حتى اليوم، ويشغل حاليًا منصب المدير الفني لملتقى القاهرة الدُّوَليّ للحكي 2025.
كما شارك في إدارة ورش الحكي بمسرح الطليعة، ويعمل على كتابة برامج للحكي للقنوات التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب إشرافه على تنظيم وتدريب عدد من ورش الأداء في المحافظات.
المشاركات السينمائية والإعلامية
شارك في صناعة عدد من الأفلام المستقلة من أبرزها فيلم «عين شمس»، وقدم وكتب برنامج «بيت الحواديت» الذي عُرض على قناة التحرير عام 2011، وهو من أوائل البرامج التلفزيونية التي أعادت فن الحكي إلى الواجهة الإعلامية.
يؤمن محمد عبد الفتاح بأن الحكاية هي جوهر الوعي الجمعي، وأن المسرح فعل اجتماعي قبل أن يكون فنًا بصريًا، و ينتمي إلى جيل من الفنانين الذين جعلوا من المسرح أداة للتنوير والمشاركة، ونجح في توطين فن الحكي كمساحة للتعبير والتوثيق والاحتفاء بالإنسان.
وجمع في تجربته بين البعد الشعبي والعالمي، وبين الحس الجمالي والتجريب الحر، ليصبح أحد أهم الأصوات المؤسسة لمشهد الحكي والمسرح المستقل في مصر.
ويُعد هذا التكريم للفنان محمد عبدالفتاح، تتويجًا لمسيرة حافلة امتدت لأكثر من عقدين من العطاء الإبداعي، قدّم خلالها نموذجًا لفنان منح المسرح والحكاية الشعبية المصرية روحًا جديدة، وجعل من الفن وسيلة للتنوير والتعبير عن الإنسان والمجتمع.
