قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري إن عملية التعليم الناجحة تقوم على 3 أسس متكاملة هي: المعرفة، والمهارة، والقيم الوجدانية، موضحًا أن التعليم لا يثمر إلا إذا جمع بين العلم والقيم، وأن المعرفة وحدها لا تكفي دون مهارة ووجدان؛ لأن الإبداع لا يتحقق إلا إذا أحبّ الإنسان ما يتعلمه ويتقنه .
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الأوقاف ،اليوم /الاثنين/، في الندوة التي نظمتها جامعة ساكسوني مصر (للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا)، تحت عنوان: "العلم والدين والإنسانية في بناء الوعي"، وكان في استقباله الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن رئيس جامعة ساكسوني، والأستاذة الدكتورة رويدا صادق نائب رئيس الجامعة، والسادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، والأستاذ أحمد الديب المستشار الإعلامي للجامعة .
وفي مستهل الزيارة، أعرب رئيس الجامعة عن تقديره العميق لوزارة الأوقاف بقيادة الدكتور أسامة الأزهري؛ لما تقوم به من جهود كبيرة في ترسيخ قيم التسامح والانتماء، ونشر الفكر الرشيد، وبناء الوعي الديني والوطني لدى الشباب بما يحفزهم على العمل واقتحام مجالات العلوم الحديثة، مؤكدًا أن آفاق التعاون بين الجامعة والوزارة رحبة .
كما اصطحب الوزير في جولة تفقدية لأقسام الجامعة ومعاملها وورشها المتخصصة، حيث تفقد نموذج محاكاة لأعمال التمريض والرعاية الصحية، والورشة الهندسية لميكانيكا السيارات، في تجسيد واضح لحرص الجامعة على الدمج بين الجانبين المعرفي والتدريبي التطبيقي في منظومتها التعليمية.
وفي كلمته، أعرب وزير الأوقاف عن سعادته بالمشاركة في الندوة، واصفًا إياها بأنها تجربة ثرية للتفكير وتبادل الخبرات والاستماع لمجموعة من شباب مصر، ووجّه شكره لرئيس الجامعة والعمداء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب .
وبيّن الوزير أن الإنسان مكوَّن من خمسة عناصر هي: العقل، والقلب، والروح، والنفس، والجسد، ولكل منها طريق للتربية والتزكية والإنماء، موضحًا أن العقول ثلاثة أنواع سطحية، وعميقة، ومستنيرة، وأن العقل المستنير هو الذي يوظف العلم ليهتدي به إلى الله، فيثمر عمرانًا ويعزز الإيمان.
وخلال الندوة، استعرض الوزير ملامح رؤية وزارة الأوقاف في بناء الوعي، التي ترتكز على تطوير برامج تدريب الأئمة، وتفعيل دور المساجد في مكافحة التطرف، ومواجهة مظاهر الانحراف القيمي، وبناء الإنسان بالعلم والثقافة وتنمية مهارات التفكير، والإسهام في صناعة الحضارة ودعم قضايا المرأة. كما أشار إلى مبادرة "صحح مفاهيمك" التي أطلقتها الوزارة لتصويب السلوكيات والقيم الاجتماعية وفق تعاليم الدين السمحة، ودور الواعظات في نشر الفكر الرشيد بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.
كما أجاب الوزير عن أسئلة الطلاب حول الجمع بين التقدم العلمي والالتزام الديني، مؤكدًا أن التدين الصادق لا يعيق الإبداع بل يدفع إليه، وأن التاريخ الإسلامي زاخر بعلماء جمعوا بين التدين والاختراع أمثال ابن سينا والرازي، داعيًا الشباب إلى أن يجعلوا من الإيمان وقودًا للإبداع والعمران، وأن يكونوا قدوة في الجمع بين التفوق العلمي والقيم الأخلاقية والسلوك الراقي.
وفي ختام الندوة، قدم رئيس جامعة ساكسوني، درع الجامعة إلى وزير الأوقاف؛ تقديرًا لجهوده الفكرية والعلمية ودوره البارز في دعم قضايا الوعي وبناء الإنسان.
ورافق الوزير في الزيارة كل من الشيخ محمود أبو العزائم مساعد الوزير للتدريب والمراكز الثقافية ومراكز تحفيظ القرآن، والدكتور عبد الله حسن مساعد الوزير للمتابعة، والدكتور أسامة رسلان المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، والدكتور أحمد نبوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، والدكتور حسين القاضي المشرف على مراكز الثقافة الإسلامية لدى الوزارة.