الجمعة 27 سبتمبر 2024

بالصور.. «الهلال اليوم» في منزل «عفروتو».. أسرته تروي تفاصيل يوم الواقعة.. وجيرانه يستشهدون بشهامته.. والطب الشرعي يؤكد خلو الجثة من آثار تعذيب

تحقيقات7-1-2018 | 09:30

شقيق عفروتو: لم ألاحظ علامات تعذيب على جثته

الطب الشرعي: الجثة لا يوجد بها أي آثار اعتداء

مصدر أمني: نجري تحقيق ولا نتستر على التجاوزات

  

انتقلت "الهلال اليوم" إلى منطقة مساكن مصر العليا بالمقطم، مقر سكن الشاب محمد الشهير بـ"عفروتو" الذي توفى داخل مستشفى المقطم، ورصدت عدسة الهلال اليوم، عدة مشاهد امتزجت فيها مشاعر الحزن والصدمة، حيث روى عدد من أسرته وجيرانه اللحظات الأخيرة لـ "عفروتو" التي سبقت الواقعة.

 

محمود، شقيق عفروتو، قال: علمت بالقبض على شقيقي عندما كنت في العمل، وبعدها بنصف ساعة عرفت أنه تم نقله إلى المستشفى، فذهبت إلى هناك إلا أنني عندما وصلت كان قد توفى، ورأيته بعدما طلب مني الطبيب معاينة الجثة.

 

وأضاف، لم ألاحظ أي علامات أو أثار تعدِ على جسد شقيقي، مشيرَا إلى أن الأطباء بالمستشفى أكدوا له أن الوفاة طبيعية نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية، موضحا أنه أخذ جثمان شقيقه إلى المنزل لدفنه دون تشريح، ولكن ضباط المباحث رفضوا هذا الإجراء وأعادوا الجثمان من المنزل مرة أخرى للمشرحة حتى تأذن النيابة بالدفن بشكل رسمي.

 

وقالت ندى، شقيقته، 18 سنة: إن شقيقها يوم الجمعة ليلة القبض عليه من قبل أمناء شرطة قسم شرطة المقطم كان يتواجد اسفل المنزل يقف مع اثنين من أصدقائه، وجاء أمناء الشرطة وفتشوه، ولم يجدوا معه شيء، وأرادوا أن يصحبوهم معهم للقسم من أجل التحري، إلا أن عفروتو رفض، فحدث شد وجذب بينهم حاول عفروتو وصديقيه مقاومتهم.

 

وأضافت إحدى السيدات التي جاءت لتقديم العزاء، أنا لا أعرف عفروتو معرفة شخصية، ولكنه قام بحماية ابنتي مرتين خلال عودتها من الدرس، بعدما عاكسها شباب في المنطقة.

 

وقالت شقيقة عفروتو الكبرى، سلمى، 27 سنة، إن آخر مرة رأت فيها شقيقها، كانت يوم الخميس الماضي، أبي ضاع حقه من قبل عندما أجرى له طبيب عملية الغدة وقطع أحباله الصوتية.

 

أما والدة عفروتو فقالت باقتضاب: "مش عايزة حد يجيب حق ابني غير ربنا ومش هناشد حد، ربنا هو اللي هيجيب حق ابني".

 

فيما قال والده، عبد الحكيم محمود، عامل نظافة بأحد المستشفيات: "أنا عايز حق ابني، أنا سمعت الجيران بتنادي عليّ وتقولي أخدوا عفروتو لقسم الشرطة ونزلت جري مالحقتهمش، والجيران وأصحابه جريو وراه على القسم، وبعد عملت بوفاته.

 

وأضاف، بعد التجمهر أمام القسم سمحت لنا المستشفى أن نأخذ جثة عفروتو بعد توقيعي على استلامها، وذهبنا به إلى البيت، وفي الثالثة فجرا قدم ضابط يدعى محمود إسماعيل من القسم وطلب أن يأخذ الجثة مرة أخرى، وعندما اعترض شقيقه الأكبر، حاول تهدئتهم وبأنهم سيتوجهون بها إلى مشرحة زينهم.

 

وأكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، أنه يجري الآن تحقيقات واسعة بنيابة جنوب القاهرة، على خلفية الوفاة.. مشيرا إلى أن الوزارة لا تتستر على ضابط أو فرد في حالة تجاوزه، وأن هناك تحقيقا داخليا من قبل قطاع التفتيش بالوزارة لكشف ملابسات الحادث.

 

كان تقرير الطب الشرعي المبدئي، أفاد بأن جثة الشاب لا يوجد بها أي آثار اعتداء أو تعذيب جسدي، وأنه وقع على الرصيف أثناء اقتياده إلى المستشفى، فأصيب بنزيف داخلي أودى بحياته، وتم نقل جثمانه إلى مشرحة زينهم وتولت النيابة التحقيق.

 

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورًا تظهر جثة محمد عفروتو، تظهر عدم وجود أي آثار لتعذيب على الجثمان.

 

وكان الأهالي قد تجمهروا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أمام قسم شرطة المقطم محاولين اقتحامه، وقاموا برشق قوات القسم بالحجارة؛ بسبب الواقعة، بعد القبض على عفروتو للتحري عن قضية مخدرات.. وقام المتجمهرون برشق القسم بالحجارة وأشعلوا النار في بعض السيارات، وردت عليهم قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإبعادهم عن القسم.. كما تحفظت الأجهزة الأمنية على كاميرات المراقبة الموجودة على المحال التجارية المجاورة للقسم لتحديد المتورطين في الواقعة.

 

وبشأن التقرير النهائي الخاص بسبب وفاة "عفروتو"، تم إرسال عينات إلى المعمل الكيماوي لمعرفة مدى تعاطيه للمخدرات من عدمه، على أن يتم الانتهاء من كتابته وإرساله إلى النيابة العامة خلال 15 يوما.

وتباشر نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار مصطفى بركات، وإشراف المستشار عزالدين عبدالشافي، المحامي العام للنيابات تحقيقاتها في واقعة وفاة "محمد عفروتو"، عاطل، متهم بالاتجار في المواد المخدرة "الإستروكس"، داخل قسم المقطم.