الخميس 16 اكتوبر 2025

ثقافة

مكتبة الإسكندرية.. 23 عامًا من الإبداع الثقافي وريادة جديدة في التحول الرقمي

  • 16-10-2025 | 16:24

د.أحمد زايد

طباعة
  • دعاء برعي

على مدار ثلاثة وعشرين عامًا، عملت مكتبة الإسكندرية منبرًا ومنارة للعلم والثقافة ومؤسسة ثقافية رائدة، تواكب التطوير وتحتضنه، لتتجدد يومًا بعد الآخر، وتقدم أدوارًا حيوية في مجالات ثقافية متنوعة، وكذا في البحث العلمي، والتكنولوجيا، والتواصل المجتمعي، وتسلط الضوء على رؤية متكاملة للعصر الرقمي الحالي، لتصبح رائدة فيه من خلال مشروعات ثقافية متنوعة وتفاعلات مع الشباب والطفل والمجتمع ككل عبر فعالياتها وأنشطتها المستمرة، بالإضافة إلى حضورها الدولي البارز

وحول أولويات المكتبة وتطويرها بصفة دائمة وجهود المكتبة في عصر المكتبة قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية في حوار سابق خاص لبوابة "دار الهلال": "نحاول أن نقدم أشياءً جديدة، لم تكن موجودة في المكتبة، وهو ما أعتبره جوهر مفهوم التطوير، والخروج من دائرة تكرار المحاضرات والندوات، فعلى سبيل المثال أصدرنا سلسلة "كتب التراث الإنسانية للنشء والشباب"، وهي كتب قصيرة، يلخص كل منها فكرة ما عن عالم ما، سواء كان مفكرًا أو فنانًا أو شاعرًا أو أديبًا، وهي تهدف إلى خلق مساحة كبيرة جدًا من المعرفة لأبنائنا الشباب، في مختلف المجالات، وتغرس فيهم الإيمان بأن الحضارة التي نحياها لم نصنعها وحدنا، بل ساهم في بنائها أفراد عديدون من بلدان مختلفة، وفي مجالات متنوعة، كالفن والفلسفة والاجتماع والعلوم، مما يُسهم في تقليص النزعة إلى التعصب".

جوائز مكتبة الإسكندرية الكبرى
وحول الجوائز التي دشنتها المكتبة مؤخرًا قال مدير مكتبة الإسكندرية: "نظمنا جائزة للقراءة وهي أول جائزة للقراءة في مصر وتمت بشفافية مطلقة ودقة عالية، فأعلنا عن مسابقة مصرية في القرن الـ19 تاريخًيا وثقافيًا، ونفذنا بنك أسئلة يحتوي على 1000 سؤال، أعد الأسئلة أساتذة في التاريخ وفي الفكر، ثم تم تحليلها موضوعيًا بعرضها على متخصصين، وأتيحت المسابقة عبر شبكة الانترنت من خلال أسئلة مختلفة لكل متسابق".

وأضاف: "نظمنا جائزة عالمية حول تطبيقات التكنولوجيا الخضراء، وهناك جائزة كبرى للمبدعين الشباب في فروع متنوعة هي السرد، والشعر، والمسرح، والفكر الفلسفي والاجتماعي، والدراما، والابتكار العلمي، وريادة الأعمال".

أفلام تراثية للنشء والشباب
وتابع: "نقدم للنشء والشباب أفلامًا تُلخص لهم تراث مصر وثقافتها، بما يعزز الانتماء والهوية والثقافة المصرية، كسلسلة أفلام "عارف" التي أنتجنا منها حوالي أكثر من 30 فيلمًا".

سفارات للمعرفة وكتب مرقمنة

وفي عصر الرقمنة توسع دور المكتبة خارج الإسكندرية ليصل إلى فئات أوسع في المحافظات والريف.
وحول ذلك أوضح زايد "لدينا أيضًا "بودكاست" ولقاءات مع مثقفين تُبث عبر موقع المكتبة، كما نُطور الموقع ونسعى لتوفير أكبر عدد من الكتب المرقمنة ليقرأها القارئ من أي مكان. إضافة إلى ذلك، أطلقنا مشروع "سفارات المعرفة" في الجامعات المختلفة، وكلها أنشطة جديدة".

وأضاف: "لدينا في المحافظات ما يُعرف بـ"سفارات المعرفة"، وهي متاحة في الجامعات، وقد بدأنا مؤخرًا في إنشائها داخل المحافظات مثل الأقصر، ولدينا سفارات معرفة في جامعة بنها، وطنطا، والقاهرة، وفي جميع الجامعات الحكومية، وبعض الجامعات الخاصة والأهلية. يزور الطلبة سفارات المعرفة ليطّلعوا على الكتب المرقمنة، ويستفيدوا من الأبحاث والأنشطة التي تقدمها المكتبة بصورة رقمية وعن بُعد".

وأكد زايد: "لقد ساهمت الرقمنة بشكل كبير في إيصال صوت مكتبة الإسكندرية إلى كل المحافظات المصرية".

مشروعات بحثية وثقافية
وحول المشروعات البحثية أو الثقافية التي تعمل عليها المكتبة حاليًا، قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية خلال حواره ل"بوابة دار الهلال": "نعمل مع الشباب في مشروعات متعددة، ونعمل كذلك مع المرأة في عدد من المشروعات، ولدينا مشروعات مخصصة للطفل. فهناك أيضًا "معمل تبسيط العلوم" للشباب، نسعى من خلاله إلى تشجيع الشباب الصغير على ريادة الأعمال والابتكارات المختلفة، وتقديم أفكار حول مشروعات متنوعة، والمشاركة أحيانًا في مسابقات تُنظَّم على مستوى عالمي، يستطيعون من خلالها السفر إلى الخارج للمشاركة في المسابقات الإقليمية والعالمية".

أفكار جديدة لمكتبة الإسكندرية
واستطرد زايد حول أفكار جديدة تسعى لها مكتبة الإسكندرية فقال: "هناك أفكار جديدة نعمل على تنفيذها، منها إصدار مجلة ثقافية تنشر مقالات لكل المفكرين والكتّاب المصريين بمختلف أطيافهم. كما سننشئ مركزًا للإنتاج الإعلامي، يدرب الشباب الدارسين في كليات الإعلام والمهتمين بهذا المجال على مهارات كتابة السيناريو، والإخراج، والتصوير، وفنون الإعلام المختلفة".

وأشار: "في قطاع "الأي تي" (تكنولوجيا المعلومات)، نُعد لمركز متخصص لتدريب الشباب على الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الإلكترونية".
وأضاف: "أيضًا في ذهني فكرة برنامج ثقافي تحدثت عنه كثيرًا من قبل، وأتطلع لتنفيذه في المكتبة، خاصة أن لدينا ستديو ومعدات، على أن تدور فكرة البرنامج حول مشهد تمثيلي أو حكي لموقف مقتبس من الحياة اليومية، ثم نأتي بخبراء متخصصين يناقشون هذا الموقف من ناحية الصواب والخطأ ومن ناحية الدين والأخلاق، وأن نكلف الباحثين بجمع هذه المواقف من الحياة".

تعاون مشترك مع المؤسسات الثقافية والعلمية الدولية

ولفت د.أحمد زايد إلى شراكات المكتبة مع المؤسسات الثقافية والعلمية الدولية فقال: "لدينا اتفاقيات تعاون مع معظم مكتبات العالم، وخصوصًا المكتبات الكبرى في أوروبا، مثل فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وكذلك مع الصين واليابان. والعديد من السفراء الذين يزورون المكتبة يسعون إلى توقيع بروتوكولات تعاون معها، ونحن نعمل على هذه البروتوكولات بصورة ممتازة". 

منح للباحثين وتدريبهم
وأكد زايد أن المكتبة تضم قطاعًا مخصصًا للبحث الأكاديمي، يحتوي على مجلّات علمية، ومراكز بحثية، وكتب منشورة، بالإضافة إلى برامج تدريبية لتأهيل الشباب في مجالات البحث العلمي.

وأضاف: "نقدم منحًا للباحثين، وندربهم من خلال ورش عمل، ويتم ذلك أحيانًا عبر الإنترنت، وأحيانًا على المستوى الإفريقي والعربي. تدير المكتبة هذا المشروع بحرفية عالية. كما تنشر المكتبة مجلة "هيباتيا"، التي تهتم بأخبار الباحثات العربيات في مجالات التكنولوجيا والعلم، وتصدر أربع مرات سنويًا.

وثائق ومخطوطات نادرة
وتضم المكتبة مجموعة ضخمة من الوثائق والمخطوطات النادرة، وتتاح  هذه الكنوز للباحثين والمهتمين، حيث أكد زايد أن كل باحث يستطيع العثور على المخطوط خلال خمس دقائق فقط، بفضل الحرفية العالية جدًا في التعامل مع البحث داخل المكتبة، وأن هناك العديد من المخطوطات التي تحاول المكتبة تقديمها للباحثين، وبعضها متوفر على المواقع الإلكترونية، ويمكن الوصول إليه إلكترونيًا من أي مكان في العالم.

 

الاكثر قراءة