الجمعة 17 اكتوبر 2025

تحقيقات

تصاعد أزمة رفات الأسرى الإسرائيليين في غزة.. تل أبيب تخلق الذرائع للتنصل من التزاماتها

  • 17-10-2025 | 12:13

عربات الصليب الأحمر

طباعة
  • محمود غانم

تتواصل أزمة عدم تسليم حركة حماس رفات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، بسبب العقبات الميدانية الناتجة عن عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي المقابل، تحاول الحكومة الإسرائيلية استغلال هذه القضية للتنصل من التزاماتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

أزمة جثامين الأسرى

ولم تسلّم حركة حماس حتى الآن سوى جثامين عشرة من بين ثمانيةٍ وعشرين لديها، نظرًا لأن عملية استخراجها تستغرق وقتًا، لا سيما أن بعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، بينما ما تزال أخرى تحت الأنقاض.

وفي بيان صادر عنها أمس الخميس، أكدت حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وحرصها على تطبيقه، بما في ذلك تسليم كل جثامين الأسرى الإسرائيليين الباقية، غير أن ذلك يستلزم وقتًا.

وعزت الحركة التأخر في تسليم جثامين الأسرى إلى أن بعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها، مشيرة إلى أن "جيش الاحتلال النازي الذي قتل هؤلاء الأسرى هو ذاته الذي تسبب في دفنهم تحت الركام"، حسب وصفها.

وقالت حماس إنها تحتاج إلى معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حاليًا جراء منع الاحتلال دخولها، محمّلة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي تأخير في تسليم الجثامين، حيث إنها تعرقل وتمنع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك.

وجاء ذلك عقب تأكيد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها تبذل جهدًا كبيرًا لإغلاق ملف الجثامين المتبقية، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى معدات وتقنيات خاصة للبحث تحت الأنقاض وانتشال ما تبقى من جثامين الأسرى الإسرائيليين.

وحسب إعلام عبري، فقد بحث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملف جثامين الأسرى، حيث أطلعه على الخطوات التي يعتزم اتخاذها ردًا على ما زعم أنه "تأخيرات من جانب حركة حماس" في تنفيذ الاتفاق.

وعقب اجتماع أمني ترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس، بخصوص متابعة الملف نفسه، أكد جال هيرش، منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، أن الضغط على حركة حماس مستمر وسيتصاعد في إطار المساعي لاستعادة الجثامين، وذلك في لقائه مع عائلات الأسرى.

أما عائلات الأسرى، التي ظلت لعامين تطالب بإنهاء الحرب ضمن صفقة لإعادة ذويهم، فقد دعت الحكومة إلى التوقف عن تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق ما دامت حماس مستمرة في عدم إعادة جميع الجثامين.

واعتبرت العائلات أن أي خطوة تخفف الضغط عن حماس أو تسمح باستمرار الاتفاق دون إعادة ذويهم تمثّل فشلًا أخلاقيًا وقياديًا خطيرًا، على حد وصفهم.

في الأثناء، أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أنه واثق من إعادة جميع رفات الأسرى القتلى من قطاع غزة.

وحسب ما نقله عنه إعلام أمريكي، فإنه أكد أن بلاده تعمل على ضمان عودة جميع رفات القتلى المتبقين.

تنصل من الاتفاق

وعطّلت إسرائيل فتح معبر رفح، ما يعيق تدفّق المساعدات إلى القطاع بعكس ما ينص عليه الاتفاق، تحت ذريعة عدم تسليم حماس جثامين أسراها.

ومن جانبها، اعتبرت حماس الخطوة انعكاسًا لنهج الحكومة الإسرائيلية الفاشية في معاقبة أهالي غزة، والتلاعب بالملف الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية، حسب ما جاء في بيان صادر عنها.

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع؛ إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة