أكد رئيس وزراء توجو، فور جناسينجبي، أن الأزمة الأمنية في غرب إفريقيا لم تعد مسألة إقليمية فحسب، بل صارت قضية عالمية تتطلب استجابة جماعية ومنسقة.
جاءت تصريحات جناسينجبي خلال القمة العاشرة لعملية العقبة التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما.
وفي كلمة هيمنت عليها نبرة التحذير والدعوة إلى الواقعية، عرض جناسينجبي، حسبما نقلت رئاسة الوزراء التوجولية في موقعها على الإنترنت، رؤية جديدة لمعالجة الأزمات الأمنية في إفريقيا، تقوم على العدالة والمسؤولية المشتركة والنهج الشامل.
وأشار جناسينجبي إلى أن توسع رقعة الإرهاب من منطقة الساحل نحو السواحل الإفريقية، إلى جانب إعادة تنظيم الشبكات الإجرامية وظهور التهديدات السيبرانية، يمثل خطرا متزايدا على الاستقرار الإقليمي والدولي. وقال: "هذه المعركة يجب أن نخوضها معا، فالجماعات المسلحة لا تعترف بالحدود، وشبكات الجريمة تعمل عبر القارات".
وأضاف جناسينجبي أن الدول الإفريقية الواقعة في خط المواجهة تجبر على الاستدانة لضمان أمنها، معتبرا أن الوقت قد حان لـ"الاعتراف بالنفقات الأمنية كاستثمارات تنموية" على غرار مشروعات البنية التحتية والتعليم.
وفي محور آخر من خطابه، شدد على أن مكافحة التطرف لا يمكن أن تكون عسكرية بحتة، بل يجب أن تشمل جبهات المعلومات والتعليم والتماسك الاجتماعي، مضيفا: "لا يمكن كسب حرب العقول بالبنادق فقط، فالمعركة تخاض على المستويات المادية والرقمية والرمزية في آن واحد".
واختتم جناسينجبي كلمته بالتأكيد على ضرورة تبني مقاربة إفريقية استباقية وشاملة، تقوم على الوقاية والتنسيق والتعاون الدولي المتوازن، داعيا الشركاء الدوليين إلى التخلي عن منطق الإملاء لصالح نهج البناء المشترك.
يذكر أن قمة عملية العقبة أطلقت عام 2015 بمبادرة من الأردن وإيطاليا، وتهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب وتطوير مقاربات أمنية شاملة ومستدامة.