اختتم مركز الشباب العربي فعاليات النسخة الرابعة من برنامج "الزمالة التقنية" للشباب العربي في مقر مجموعة مواني أبوظبي "كيزاد" بحضور الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي.
وشهد الحفل تكريم 23 شاباً وشابة من 8 دول عربية، أتمّوا برنامجاً تدريبياً مكثفاً في مجالات الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الصحية، تكنولوجيا المناخ والاستدامة، والويب 3، ضمن تجربة تعليمية متكاملة هدفت إلى تمكين الشباب العربي من مهارات المستقبل، وتعزيز دورهم في قيادة التحول الرقمي في المنطقة.
وفي كلمته خلال حفل التكريم.. أكد سلطان بن سيف النيادي، أن رحلة البرنامج مثلت تجربة حقيقية للتعلم والتواصل وصناعة الأثر، وأبرزت كيف تتحول الأفكار إلى مشاريع حقيقية وكيف يتجسد الشغف ليُشكِّل مبادرات مبتكرة، قادرة على تمثيل البلاد العربية.
وقال: "خلال محطات البرنامج المختلفة، أظهر المشاركون من مختلف الدول العربية مستوىً مميزاً من الالتزام والطموح والأفكار المميزة، وأثبتوا أن الابتكار يعبّر عن مساحة واسعة تحتضن كل من يمتلك العزيمة والإصرار، وبرهنوا لنا أنه يمثل لغةً يفهمها الشباب ويتفاعلون معها حين تتوفر لهم البيئات المناسبة التي تحتضن طاقاتهم".
وأضاف: "في عالمنا الذي نعيشه اليوم، أصبحت التقنية محركاً أساسياً للتنمية، وصرحاً يرسم دروب المستقبل.. ومن هذا المنطلق، تميزت النسخة الحالية من البرنامج أنها قامت ببناء منظومة تعاون متكاملة، بين الشباب، الشركاء الوطنيين والدوليين، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، لتمثل هذه الشراكات نواةً لفرص أوسع وأكبر".. وتابع: "إننا في مركز الشباب العربي، نؤمن بأن الاستثمار في طاقات شبابنا هو الاستثمار الأغنى والأذكى، فبناء قادة المستقبل يعني تمهيداً وتأسيساً لغد يليق بطموح أمتنا".
وشهد حفل التكريم جلسة بعنوان "قصص من الزمالة: الريادة التقنية والأثر"، استعرض فيها ثلاثة من خريجي البرنامج تجاربهم الملهمة وما اكتسبوه من معارف ومهارات خلال مشاركتهم.. مؤكدين أن التقنية وسيلة لبناء مستقبل أفضل يخدم الإنسان والبيئة معاً.
وفي حديثه عن تجربته.. أكد يوسف محمد السباع من مملكة البحرين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سيرتي" والمشارك في مسار الذكاء الاصطناعي، أن مشاركته في البرنامج شكّلت محطة مفصلية في تطوير مشروعه الذي يربط بين الباحثين عن عمل والشركات عبر حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن المنصة نجحت في استقطاب أكثر من مئة شركة مساهمة.
وأشار السباع إلى أنه اكتشف من خلال البرنامج طرقاً أكثر فاعلية لمعالجة البيانات وتحسين تجربة المستخدم، ما انعكس فوراً على أداء المنصة وجعلها أكثر سلاسة للشركات والأفراد خلال أيام قليلة من مشاركته.. وبيّن أن دورة القيادة كانت من أبرز محطات البرنامج، إذ ساعدته على بناء رؤية أوضح لفريقه.
بدوره.. قال جاد علي عويضة من لبنان، الشريك المؤسس ومدير المنتجات التنفيذي في شركة "شيميرا"، إن الأمن السيبراني ليس حكراً على الشركات الكبرى، بل هو حق لكل من يسعى لبناء مشروع أو مستقبل. موضحاً أن مشروعه انطلق من هذه الفكرة لتوفير حلول حماية رقمية ميسّرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، بوصفه مشروعاً إنسانياً قبل أن يكون تجارياً.
وأوضح عويضة أن مشاركته في برنامج الزمالة التقنية مكّنته من التعرّف إلى مبتكرين عرب تبادل معهم الخبرات وتعلّم منهم الإصغاء إلى احتياجات السوق وبناء العلاقات المهنية والتعبير عن الأفكار بثقة، مؤكداً أن الابتكار لا يبدأ من التقنية، بل من الإنسان الذي تُصمَّم التقنية لخدمته، وأن الحلول الكبرى تبدأ دائماً من مبادرات الشباب.
أما خولة المجدولي من المملكة المغربية، المشاركة في مسار "تكنولوجيا المناخ والاستدامة" ومؤسِّسة شركة "جرين هايا"، فأوضحت أنها أسست فكرة مشروع يقوم على دراسة البيئة التنبؤية لتخزين الهيدروجين الأخضر باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف الجمع بين الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة لخدمة الاستدامة البيئية.
وكشفت المجدولي أن زيارتها لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال البرنامج كانت مصدر إلهام كبير، حيث قررت الالتحاق بها لمتابعة دراستها وتعميق تخصصها، مؤكدة سعيها إلى تعزيز التعاون العلمي والتقني بين دولة الإمارات والمملكة المغربية في مجالات تكنولوجيا المناخ والطاقة المتجددة.
وشهد الحفل الختامي تكريم الشركاء الاستراتيجيين والشركاء الداعمين لبرنامج الزمالة التقنية للشباب العربي في نسخته الرابعة، تقديراً لدورهم المحوري في إنجاح التجربة وتوسيع أثرها. وشمل التكريم الشريكين الاستراتيجيين: "مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد" في دولة الإمارات، و"شركة مايكروسوفت"، إلى جانب مجموعة كيزاد، أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، جامعة الشارقة، شركة إي آند (e&)، المنتدى الاقتصادي العالمي، مركز البلوك تشين أبوظبي، مؤسسة F4S، كلية إمبيريال لندن، ريبيل آرت ستوديوز، وDeraya Speakers، الذين ساهموا في إثراء البرنامج بجلسات تدريبية متخصصة وتجارب ميدانية عززت من معارف المشاركين ومهاراتهم التقنية.
كما تضمن حفل ختام النسخة الرابعة من البرنامج لقاءً بين الشباب العرب المشاركين مع قيادات مجموعة موانئ أبوظبي، استعرضت خلاله منظومة الخدمات المتكاملة التي تقدمها، بما يسهم في فتح آفاق جديدة أمام الشباب العربي لاكتساب الخبرات العملية وتطوير مشاريع ريادية في مجالات الاقتصاد الرقمي والتحول المستدام.