نددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بالهجوم الذي استهدف الصحفي الاستقصائي سيجفريدو رانوكّي، وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة وُضعت تحت سيارته أمام منزله في بلدة بوميادزا، جنوبي العاصمة روما.
وأسفر الانفجار عن أضرار في سيارة عائلية أخرى ومنزل مجاور، دون وقوع إصابات، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، وقد فتح الادعاء العام المختص بمكافحة المافيا تحقيقًا في الحادث.
وقالت ميلوني في بيان، اليوم /الجمعة/ - "أعبر عن تضامني الكامل مع الصحفي سيجفريدو رانوكّي، وأدين بأشد العبارات هذا العمل الخطير من الترهيب الذي تعرض له".
وأضافت: "حرية واستقلالية الإعلام هما من القيم غير القابلة للتفاوض في ديمقراطياتنا، وسنواصل الدفاع عنهما".
ويُعرف عن رانوكّي، مقدم برنامج التحقيقات الشهير "ريبورت"، توتر علاقته مع حكومة ميلوني، حيث تناول البرنامج في أكثر من مناسبة قضايا تتعلق بمسؤولين حكوميين، من بينها تحقيق بشأن دور مزعوم لمسؤولين حكوميين في محاولة استحواذ بنك مونتي دي باشي دي سيينا على بنك ميديوبانكا، ما دفع رئيس ديوان رئاسة الحكومة، جايتانو كابوتي، إلى رفع دعوى قضائية ضد البرنامج في يوليو الماضي.
وتعرض رانوكّي خلال السنوات الأخيرة لعدة دعاوى قضائية رفعها مسؤولون في حكومة ميلوني، من بينهم رئيس مجلس الشيوخ إنياتسيو لا روسا، ووزير المالية جيانكارلو جيورجيتي، بالإضافة إلى شخصيات سياسية بارزة مثل عائلة برلوسكوني.
وأعرب عدد من أعضاء الحكومة أيضًا عن تضامنهم مع رانوكّي، حيث وصف وزير الدفاع، جيدو كروستّو، الهجوم بأنه "عمل بالغ الخطورة، جبان وغير مقبول"، فيما تعهّد وزير الداخلية، ماتيو بيانتيدوزي، بتقديم الدعم الكامل من الشرطة لتحديد هوية المنفذين وتعزيز حماية الصحفي.
ويخضع رانوكّي لحراسة أمنية منذ سنوات، عقب تلقيه وفريقه تهديدات على خلفية تقاريرهم التي طالت شخصيات سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى قضايا فساد مرتبطة بالمافيا والجريمة المنظمة. وكان قد بُرّئ هذا الأسبوع من تهمة تشهير في قضية مرتبطة بأحد تحقيقات برنامجه.
ومنذ توليها السلطة في عام 2022، تواجه حكومة ميلوني انتقادات بسبب ممارسات اعتبرها مراقبون تهديدًا لحرية الصحافة، من بينها رفع دعاوى قضائية ضد صحفيين ومحاولات رقابة، ما أثار قلق منظمات حقوقية ومؤسسات أوروبية بشأن استقلالية الإعلام في إيطاليا.