يصل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في ظل تصاعد أزمة تأخر تسليم رفات الأسرى الإسرائيليين نتيجة العقبات الميدانية في القطاع.
زيارة ويتكوف
من المقرر أن يصل ويتكوف إلى المنطقة مساء غد الأحد، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، الساري منذ ثمانية أيام، وفقًا لما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلًا عن مصادر.
وأوضح الموقع أن أهمية الزيارة تكمن في كونها تأتي عقب نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي شهدت الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
ووفقًا لـ"أكسيوس"، تشمل جولة ويتكوف كلًّا من مصر وإسرائيل، مع احتمال توجهه أيضًا إلى غزة، حيث سيعمل على مواصلة الجهود الرامية إلى إنشاء "قوة الاستقرار الدولية" المنصوص عليها في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي يُتوقع أن تنتشر في أجزاء من القطاع لتسهيل عملية انسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي.
ونقل إعلام عبري عن مصدر قوله إن جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، والمبعوث ستيف ويتكوف سيصلان إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، بهدف دعم وتنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
الزيارة تأتي بالتزامن مع تصاعد أزمة عدم تسليم رفات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، بسبب العقبات الميدانية الناتجة عن عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبهذا الشأن، ذكر إعلام عبري أن القوات الأمريكية ستقيم مركزًا للقيادة في غلاف غزة، بغرض المساهمة في البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين.
وتأتي إقامة هذا المركز، الذي سيضم ممثلين عن دول شريكة وهيئات دولية ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص، لإدارة طاقم للقوات الدولية معنية بالبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقية في القطاع، وفقًا لذات المصدر.
ولم تسلّم حركة حماس حتى الآن سوى جثامين 11 من بين 28 لديها، نظرًا لأن عملية استخراجها تستغرق وقتًا، لا سيما أن بعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، بينما ما تزال أخرى تحت الأنقاض.
وفي بيان صادر عن مكتبه أمس الجمعة، حذّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس مما وصفه بـ"نفاد الوقت"، زاعمًا أنها تعرف مكان وجود جثث "الأسرى" في غزة.
وطالب مكتب نتنياهو الحركة بالالتزام الكامل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، بما في ذلك وجوب نزع سلاحها دون شروط أو استثناءات.
وأبلغت الإدارة الأمريكية حكومة نتنياهو بضرورة ضبط النفس وعدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد حماس في هذه المرحلة، بسبب ملف رفات الأسرى، حسبما أورد إعلام عبري عن مصادر، الذي أكد أن واشنطن تعمل من خلال الوسطاء لتسريع استكمال بنود الاتفاق.
وفي سياق تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، أكدت حماس على ضرورة الشروع الفوري في استكمال تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من مجموعة المستقلين الذين تم التوافق عليهم وطنيًا، لمباشرة عملها في إدارة قطاع غزة، واستكمال انسحاب قوات الاحتلال من المواقع المتفق عليها.
وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.
وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.