الأحد 19 اكتوبر 2025

أخبار

الناتو يعزز قدراته الجوية في شمال الأطلسي بإنشاء مركز عمليات جوية مشترك جديد في النرويج

  • 18-10-2025 | 20:12

حلف شمال الأطلسي (الناتو)

طباعة
  • دار الهلال

افتتح حلف شمال الأطلسي (الناتو) مركز العمليات الجوية المشتركة الجديد في مدينة بوده النرويجية، في خطوة تعد محطة استراتيجية مهمة لتعزيز قدرة الحلف على قيادة وتنسيق العمليات الجوية في منطقة الشمال الأوروبي والقطب الشمالي وعبر أراضي الحلف بأكملها.

وذكرت القيادة الجوية المشتركة للحلف - في بيان على موقعها الرسمي - أنه حضر الافتتاح قيادات بارزة من النرويج وفنلندا والسويد إلى جانب قيادة الناتو؛ حيث تم نقل السلطة رسميًا إلى القائد الجديد للمركز النرويجي ترون ستراند، ليصبح أول قائد لمركز العمليات الجوية في بوده.

وأكد القائد المؤقت للقيادة الجوية للحلف المارشال الجوي جوني سترينجر - في كلمته خلال الافتتاح - أن هذا المركز يشكل عقدة قيادة وتحكم محورية لتأمين المجال الجوي للحلف بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن الناتو يُكنّ تقديرًا كبيرًا للنرويج على استضافتها لهذه القدرات المعززة في أقصى شمال الحلف.

ويعد مركز بوده ثالث مركز من نوعه في الناتو إلى جانب مركزي العمليات الجوية المشتركة في أوديم بألمانيا وتوريخون بإسبانيا، لتشكيل شبكة متكاملة ومتعددة المستويات قادرة على تخطيط وتوجيه وتنسيق العمليات الجوية للحلف، ومراقبة ما يصل إلى 30 ألف حركة جوية يوميًا في أجواء أوروبا الأطلسية.

وسيسهم المركز الجديد في تعزيز الوعي العملياتي في الشمال العالي (High North) وبناء قدرات احتياطية حيوية داخل منظومة القيادة والسيطرة الجوية (C2)؛ مما يضمن مرونة وتكامل العمليات الجوية من مواقع متعددة عبر أراضي الحلف في بيئة أمنية معقدة ومتغيرة.

كما سيتولى مركز بوده مهمة الإنذار السريع (Quick Reaction Alert) التابعة للنرويج، وهي مهمة تقوم بها القوات الجوية النرويجية منذ عام 1961 لحماية أجواء الحلف من أي اختراقات محتملة، ومع انتقال هذه المهمة إلى المركز الجديد، سيواصل الطيارون النرويجيون وحلفاؤهم قيادة مقاتلات F-35 Lightning II أداء هذا الدور الحيوي الذي بدأ قبل أكثر من ستة عقود.

ومن جانبه، قال اللواء ترون ستراند - في كلمته خلال الحفل - "ستزداد مهام المركز ومسؤولياته مع مرور الوقت ونضوج تنظيمه، وسنقدم مساهمة حقيقية في نموذج القيادة والسيطرة المستقبلي للناتو، بما يضمن الردع الموثوق والدفاع عند الضرورة".

وبدوره، أكد قائد القيادة المشتركة للقوات في نورفولك نائب الأدميرال دوج بيري، أن افتتاح المركز يمثل علامة جديدة على جاهزية ووحدة الحلف، مضيفًا أن التخطيط والتكامل والاستعداد الجماعي مع النرويج والقيادة الجوية سيستمر في التطور لتعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا والمحيط الأطلسي والقطب الشمالي.

وأوضح بيان للناتو أن إنشاء المركز الجديد يأتي في إطار تعزيز قدرة الحلف على تنفيذ عمليات متعددة المجالات (Multi-Domain Operations) بشكل مرن وسريع، تغطي مساحة تقارب 25 مليون كيلومتر مربع تشمل أراضي الحلف الـ32، بما يعزز من المرونة والاستجابة الفورية في حالات الطوارئ أو الأزمات.

وسيبدأ المركز عملياته الأولية بتشكيل يضم كوادر نرويجية في الأساس، على أن تتوسع قدراته التشغيلية تدريجيًا بالتوازي مع مركزي أوديم وتوريخون، ويُنتظر أن يسهم هذا التطور في رفع جاهزية الناتو للعمل في البيئات القطبية والشمالية؛ حيث تزداد أهمية الابتكار والمرونة والتكامل العملياتي للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة اليورو- أطلسي.