19-10-2025 | 12:04
نانيس جنيدي
تحل في التاسع عشر من أكتوبر ذكرى رحيل المخرج الكبير نيازي مصطفى، أحد أبرز رواد السينما المصرية، والذي ترك خلفه إرثاً فنياً غنياً يمتد على مدار عقود، جاعلاً منه "شيخ المخرجين" عن جدارة.
ولد نيازي مصطفى في 11 نوفمبر عام 1910، وبدأ رحلته مع الفن بعد دراسة السينما في ألمانيا، ليعود إلى مصر حاملاً شغفاً وتقنيات حديثة ساهمت في تطوير صناعة الفيلم. كانت بداياته في قسم المونتاج باستوديو مصر، ثم مساعداً للمخرجين قبل أن يتولى مهمة الإخراج.
تميّز نيازي مصطفى ببراعته في إخراج أفلام الحركة والمغامرات، بالإضافة إلى الكوميديا والأفلام التاريخية، وغالباً ما كان يستعين بالخدع والمؤثرات البصرية المبتكرة لعصره، وهو ما ظهر جلياً في أعمال مثل "سر طاقية الإخفاء"، بالإضافة إلى إخراجه لأفلام بارزة مثل "رصيف نمرة 5"، و"أبو حديد"، و"عنتر بن شداد"، و"صغيرة على الحب"، و"البحث عن فضيحة"، وغيرها الكثير، حيث وصل رصيده الفني إلى نحو 119 فيلماً، وكان آخرها فيلم "القرداتي" الذي وافته المنية قبل إكمال المشهد الأخير منه.
خلال مسيرته، حصل نيازي مصطفى على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعطائه، منها تكريم الدولة في عيد العلم عام 1965، وحصوله على الشهادة الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما عام 1976، وجائزة الريادة من الجمعية المصرية لفن السينما عام 1986.
ورحل نيازي مصطفى في 19 أكتوبر عام 1986، تاركاً خلفه سجلّاً حافلاً بالإبداع والتميز، وبصمات سينمائية لا تزال محفورة في ذاكرة السينما العربية، وفي ذكرى رحيله، تبقى أعماله شاهداً على عبقرية مخرج رسخ اسمه كواحد من الأعمدة الأساسية التي قامت عليها صناعة السينما في مصر والوطن العربي.