نشأة المعهد
انطلق المعهد الأم بمدينة العاشر من رمضان كنواة أساسية للتوسع في التعليم العالي المتخصص. وفي إطار هذا التوسع، تم افتتاح فرع بمدينة مرسى مطروح عام 1993، ثم فرع بمدينة السادس من أكتوبر عام 1996. وتعود جميع هذه الفروع إلى جمعية تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة، وهي جمعية غير هادفة للربح تهدف إلى إنشاء المؤسسات التعليمية، حيث تدار شؤون المعهد من خلال رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، ويتم إعادة ضخ الفائض من الدخل في ميزانية المعهد لتطوير العملية التعليمية باستمرار.
ومع مرور الوقت، استقل المعهد إداريًا عن المعهد الأم بمدينة العاشر من رمضان، ليصبح معهدًا مستقلاً، إلا أنه لا يزال يحافظ على نفس النهج الذي بدأ به منذ إنشائه، سواء في لوائحه ونظمه الدراسية، أو من خلال كوادره الأكاديمية المتميزة، مع انتظام الدفعات الطلابية عامًا بعد عام.
معهدنا… رؤية واضحة ورسالة رائدة
يحرص المعهد منذ نشأته على أن تكون رؤيته واضحة ومتكاملة، حيث تتمثل في تقديم خدمات تعليمية متميزة، وبحوث علمية مبتكرة تساهم في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
أما رسالته فهي تقوم على إعداد خريج متميز قادر على التحليل والابتكار، لمواكبة التطورات التكنولوجية بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل محليًا وإقليميًا ودوليًا، وتشجيع البحث العلمي للمشاركة الفعالة فى التنمية المستدامة للمجتمع وحل مشكلاته.
وتتجسد الأهداف الإستراتيجية للمعهد في مجموعة من المرتكزات الواضحة، حيث يسعى المعهد إلى تقديم برامج تعليمية متميزة تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، مع الحرص على دعم الأنشطة الطلابية لتوفير بيئة محفزة للإبداع، وإعداد الطلاب لسوق العمل بالتعاون مع الأطراف الخارجية. كما يعمل المعهد على التطوير المستمر لقدرات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وأعضاء الجهاز الإداري والخريجين، إلى جانب دعم البحث العلمي والنشر الدولي والتوسع في الشراكات البحثية.
وفي إطار الاهتمام بالجانب الخدمي والتقني، يضع المعهد في أولوياته تطوير البنية التحتية والخدمات بالمعهد، وتوفير بنية تكنولوجية داعمة للبرامج الأكاديمية والإدارات الداعمة. كما يسعى بكل جدية إلى تعزيز دوره في خدمة المجتمع وتنمية البيئة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إيمانًا منه برسالته الوطنية ودوره في بناء الإنسان وتنمية المجتمع.
برامج أكاديمية متجددة تواكب التطورات العالمية
أوضح الدكتور أحمد عزمي أن المعهد التكنولوجي العالي يمثل إضافة حضارية مهمة، حيث أُنشئ في قلب المدينة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر التي تضم العديد من المصانع وورش صيانة السيارات. وقد صُمم المعهد ليكون مركزًا للإشعاع العلمي والتقني، متميزًا ببرامج فريدة، من أبرزها هندسة السيارات التي جعلت منه مقصدًا متميزًا للطلاب الراغبين في التخصص الدقيق بهذا المجال.
ويضم المعهد مجموعة من البرامج الأكاديمية المعتمدة تشمل: الهندسة المدنية، الهندسة المعمارية، الهندسة الكهربية (إلكترونيات واتصالات)، الهندسة الميكانيكية (عام وسيارات).
كما يسعى باستمرار إلى التوسع والتجديد، حيث تقدم مؤخرًا بثلاثة برامج جديدة هي: هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي (قسم كهرباء)، والتنمية المستدامة والبيئية (قسم عمارة)، وهندسة التشييد وإدارة المشروعات (قسم مدني).
وقد حصل المعهد بالفعل على موافقة مبدئية من وزارة التعليم العالي لاعتماد هذه البرامج الجديدة، في خطوة تعكس رؤية طموحة نحو مواكبة التطورات العالمية وإعداد كوادر قادرة على الإبداع والابتكار.
المعهد التكنولوجي العالي.. ريادة في التدريب العملي وربط التعليم بسوق العمل
أكد الدكتور أحمد عزمي أن المعهد التكنولوجي العالي يتميز منذ نشأته بتبني نظام فريد في مجال التدريب العملي، حيث يخصص للطالب فصلًا دراسيًا كاملًا للتدريب العملي كل عام على مدار سنوات الدراسة بالمعهد. ويُعد التدريب مادة أساسية تخضع لجميع القواعد الأكاديمية من حيث الحضور والغياب، النجاح والرسوب، بالإضافة إلى امتحانات منتصف الفصل ونهايته، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة للطلاب.
ويخضع هذا التدريب لإشراف مزدوج من جانب القائمين على مواقع التدريب، وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالمعهد، الأمر الذي يضفي على التجربة قدرًا كبيرًا من الجدية والانضباط. وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على مستوى خريجي المعهد الذين يتمتعون بخبرات عملية تراكمية طوال فترة الدراسة، مما يمنحهم ميزة تنافسية واضحة وسهولة في الاندماج بسوق العمل مقارنة بخريجي المؤسسات التعليمية الأخرى.
كما أوضح عزمي أن هذه المنظومة تستند إلى بروتوكولات تعاون رسمية بين المعهد وعدد من الشركات والمصانع، تنص على إلزامية تدريب الطلاب في مواقع العمل المختلفة، بما يضمن لهم الجاهزية الكاملة للانخراط في بيئة العمل فور التخرج، ويسهم في سد الفجوة بين الجانب الأكاديمي والجانب التطبيقي.
المعهد التكنولوجي العالي.. تميز أكاديمي ورؤية عصرية
يُعد المعهد التكنولوجي العالي واحدًا من أبرز المؤسسات التعليمية الهندسية في مصر، حيث يمنح درجة البكالوريوس في الهندسة المعادلة لنظيراتها بالجامعات المصرية، ويُقيد خريجوه في نقابة المهندسين، مما يضمن اعترافًا رسميًا كاملًا بمؤهلاتهم.
تميز أكاديمي معتمد
صنّفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المعهد ضمن فئة أ (CLASS A) بفضل تميزه الأكاديمي والبحثي، وهو ما يعكس جودة العملية التعليمية والالتزام بالمعايير الدولية.
ويحرص المعهد على استيعاب كل جديد في منظومة التعليم عالميًا، ليحقق التوازن بين الجانب النظري والتطبيق العملي بصورة متكاملة.
التحديث الشامل للبرامج الهندسية
أوضح الأستاذ الدكتور أحمد محمود عزمي – عميد المعهد ورئيس مجلس الإدارة – أن المعهد أتمّ عملية تطوير وتحديث جميع البرامج الهندسية (المدنية، المعمارية، الكهربية، والميكانيكية) بما يواكب أحدث المعايير الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل.
وأضاف أن النظام الدراسي الجديد يمنح الطلاب المتفوقين ميزة استكمال التخرج خلال أربع سنوات فقط، مع تطبيق نظام التدريب الإلزامي في صيف كل عام داخل مواقع العمل والإنتاج، بما يعزز خبراتهم العملية ويرفع جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل المحلي والدولي.
نظام دراسي مرن وحديث
يعتمد المعهد نظام الساعات المعتمدة المطبق في كبرى جامعات العالم، والذي يمنح الطالب حرية اختيار المقررات تحت إشراف المرشدين الأكاديميين.
وبعد إتمام الساعات المقررة بنجاح، يحصل الطالب على درجة البكالوريوس المعتمدة من وزير التعليم العالي. كما يتيح هذا النظام للطلاب المتفوقين إنهاء الدراسة في فترة زمنية أقصر.
خدمات طلابية متكاملة
يقدم المعهد منظومة خدمات متكاملة لدعم طلابه تشمل:
الرعاية الصحية والتأمين ضد الحوادث.
خدمات النقل المخصصة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين.
الأنشطة الطلابية العلمية، الثقافية، الرياضية، الفنية والاجتماعية، فضلًا عن الرحلات العلمية والترفيهية.
كما أكد الأستاذ الدكتور أحمد محمود عزمي أن العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 سيشهد إطلاق العديد من الدورات والأنشطة المتنوعة في إطار خدمة المجتمع والبيئة، يقدمها أعضاء هيئة التدريس والمعيدون داخل أروقة المعهد. وتشمل هذه الأنشطة برامج رياضية متعددة مثل كرة القدم، كرة السلة وغيرها، حيث تُعد الأنشطة الرياضية مادة أساسية يخضع فيها الطالب للتقييم من خلال النجاح والرسوب.
وأوضح أن هذه المنظومة تمنح الطلاب فرصة المشاركة في الأنشطة والمسابقات الرياضية الداخلية والخارجية، بما يسهم في تنمية قدراتهم البدنية والمهارية، ويعزز من روح المنافسة لديهم، فضلًا عن تأهيلهم للمشاركة الفاعلة في المسابقات والبطولات الرياضية على المستويين المحلي والدولي.
رؤية مستقبلية
لا يقتصر دور المعهد على منح شهادة أكاديمية فقط، بل يمتد إلى إعداد خريج قادر على المنافسة في سوق العمل محليًا ودوليًا، بفضل الدمج المتوازن بين المعرفة النظرية، التدريب العملي، وتنمية المهارات الحياتية.
ومن هنا يرسّخ المعهد مكانته كواحد من المؤسسات الرائدة في التعليم الهندسي بمصر والمنطقة.