الإثنين 10 نوفمبر 2025

مقالات

قمة بودابست الغامضة.. هل يبيع ترامب أوكرانيا من أجل مصالح أمريكا؟

  • 20-10-2025 | 11:37
طباعة

يسعى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى إتمام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بعد ثلاثة أعوام من الصراع، انحازت فيها أوروبا وأمريكا لأوكرانيا، دعمًا لها بالمال والسلاح والإعلام، لتبقى العاصمة كييف صامدة في وجه بوتين، الذي لم يغيّر من موقفه في ضمّ القرم ودونيتسك ولوغانسك بأقاليم دونباس، والتقدّم في زاباروجيا أو خيرسون وباقي المناطق الشرقية في أوكرانيا.

لتأتي إدارة الرئيس الأمريكي ترامب فتغيّر كثيرًا من شكل الصراع، فلم تعد الولايات المتحدة الضامن والشريك الأقوى للغرب وكييف في تلك الحرب، فترامب لا يعترف إلا بالمكاسب الملموسة للولايات المتحدة، وربما أصبح يرى في حلفائه عبئًا على السلاح الأمريكي إن لم يجد ضالته في المعادن الأوكرانية أو حتى الانتفاع ببعض المقاطعات في تلك البقعة المتفردة في العالم.

ولذلك نرى ترامب يتحرّك باتجاه عقد قمة بودابست مع الرئيس القوي بوتين، وفي جعبة الثاني دونيتسك ولوغانسك وأجزاء هامة من أوكرانيا.

فيُبدي بوتين هنا التفاهم بينه وبين ترامب لتقاسم خيرات أوكرانيا، وتضمن روسيا عدم دخول كييف الناتو والابتعاد عن شبح الوجود الأوروبي على أرض تعتبرها روسيا إرثًا لا يمكن التفريط فيه، لأسباب تاريخية وأخرى جيوسياسية.

 فلا يخفى على أحد أن أوكرانيا هي العمق الحقيقي لروسيا وبوابة الدفاع عنها أمام الغرب، وتعتبرها موسكو امتدادًا طبيعيًا، وإن لم تكن تحت حكمها فهي، في العقيدة الروسية، لا تختلف كثيرًا عن بيلاروسيا؛ فإن لم تكن حليفًا فلا يمكن أن تُترك في يد عدو.

ولذلك، إن حدث الاتفاق، ستبدأ مرحلة جديدة تُرسم معها خريطة أوروبا السياسية من جديد، ويُعاد تشكيل التحالفات على الأرض من تقاسم شرق أوروبا بين الولايات المتحدة بقوتها، وبين الحارس الأبدي للشرق، روسيا، وكيلاً للصين، لتُخرج الولايات المتحدة الأمريكية الغرب الأوروبي بقدر المستطاع من اللعبة، ويبقى نفوذه حسب مساهماته.
 وبمرور الوقت، لن يبقى الأوروبيون على حليف ضعيف مثل زيلينسكي، خاصة وأن التمويل الأول للحرب بالسلاح في عهد بايدن تغيّر تمامًا، وأصبحت القوة الحقيقية هي المسيطرة على الأرض. 

فالواقع يؤكد عدم خروج بوتين وتركه على الأقل الشرق الأوكراني بما فيه من مناجم الفحم والغاز والمعادن، بخلاف الموقع الجيوستراتيجي الذي يمنح المتحكم فيه القدرة على تهديد موسكو وحرمانها من المياه الدافئة ومنفذها للتوسع على البحر الأسود، ومنها إلى البوسفور والعالم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة