الإثنين 20 اكتوبر 2025

تحقيقات

الصراحة والمكاشفة.. سياسيون: كلمة الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية جسّدت الحقائق

  • 20-10-2025 | 15:16

الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة

طباعة
  • أماني محمد

في كلمة له أمس، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعديد من الرسائل للمواطنين، بشأن الأوضاع الداخلية في مصر والتحديات التي تواجه البلاد، وكذلك بشأن الحرب على غزة وجهود مصر لإنهاء القتال وبدء مرحلة إعادة الإعمار.

وأكد سياسيون أن كلمة الرئيس السيسي بعثت برسالة واضحة واتسمت بالصراحة والمكاشفة وأغلقت الباب حول الجدل في عدة قضايا، موضحين أن الرئيس السيسي دائمًا ما يتبع نهج المصارحة، وهو أمر يعزز ثقة المواطنين في القيادة.

وأعلن الرئيس السيسي، أن مصر ستستضيف مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار قطاع غزة، الشهر المقبل، داعيا الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار، تعبيرا عن التضامن والمسؤولية والمحبة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.

وكلف الرئيس السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية بالدولة لدراسة إنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين في إطار تمويل عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

وأكد أن 70% إلى 80% من المساعدات التي دخلت إلى غزة خلال الحرب قدمتها مصر لأشقائها الفلسطينيين، موضحا أن مصر ستبادر بكل ما يمكن تقديمه من أجل إعادة إعمار غزة دون أي مزايدة.

 

أبرز رسائل الرئيس السيسي

ويقول الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالأمس، اتسمت بدرجة عالية من الصراحة والمكاشفة، حيث وضع النقاط على الحروف، وأغلق أبواب الجدل حول عدد من القضايا التي كانت تثير تساؤلات لدى المواطنين، موضحا أن هذه ليست المرة الأولى، فالرئيس دائمًا ما يتبع نهج المصارحة، وهو أمر يعزز ثقة المواطنين في القيادة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه بالنسبة للوضع الداخلي، وجّه الرئيس السيسي عدة رسائل، كان أبرزها رسالة طمأنة للمصريين بأن ما تحقق من إنجازات واستقرار وتنمية، إنما هو أولاً بفضل الله، ثم بفضل السياسات المتبعة من قبل القيادة، وأجهزة الدولة ومؤسساتها، مضيفا أن الرئيس أشار إلى أن مصر لا تزال تتعرض لمؤامرات، واستشهد بما حدث في عام 2011، واعتبره أحد أشكال الحروب المختلفة التي استهدفت الدولة، ولكن مصر – بفضل الله ثم بجهود مخلصة – استطاعت أن تتجاوز تلك المحنة.

وأشار "سلامة"، إلى أن كلمة الرئيس أوضحت أن السنوات العشر التالية لذلك شهدت صعوبات كبيرة حتى تتمكن الدولة من استعادة مسار التنمية والاستقرار، وهو ما كلّف مصر أعباء جسيمة، مؤكدا أنه من هنا جاءت الحاجة إلى توضيح حجم الإنفاق خلال تلك السنوات، والذي بلغ نحو 450 مليار دولار (ما يعادل 100 تريليون جنيه تقريبًا)، وهو ما تم إنفاقه لمواجهة الإرهاب وبناء الدولة.

وشدد على أن الرئيس ذكر أيضًا أن تكلفة الحرب على الإرهاب لم تكن مادية فقط، بل كانت بشرية أيضًا، حيث سقط شهداء ومصابون من الجيش والشرطة والقضاء والمواطنين، دفعوا جميعًا ضريبة الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي، مضيفا أنه رغم استمرار التحديات اليوم، فإن مسار الدولة بات أكثر استقرارًا، ويبقى الرهان دائمًا على وعي الشعب المصري، واصطفافه خلف قيادته.

ولفت إلى أن الرئيس أشار إلى أنه يستمع إلى الرأي العام، ويشعر بمعاناة المواطنين، لأنه يعتبر نفسه واحدًا منهم، ويؤمن أن التحدي الراهن يتطلب منا جميعًا التحمل، حتى نصل إلى الهدف الحقيقي من التنمية، والذي يتمثل في الإنسان ذاته، موضحا أنه فيما يتعلق بالشأن الخارجي، وبخاصة فيما أزمة قطاع غزة، رد الرئيس على العديد من التساؤلات، ومنها: "لماذا لم تتدخل مصر عسكريًا؟".

وأضاف أن الرئيس أوضح أن الأولوية بالنسبة للقيادة المصرية هي الحفاظ على الأمن القومي، وحماية حياة 110 ملايين مواطن، مؤكدًا أن أي حرب تخوضها الدولة، قد تعيدها سنوات إلى الوراء، وهو ما لا يمكن التفريط فيه.

وقال إن كلمة الرئيس أوضحت أن مصر لم تُخلِ بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، حيث واصلت جهودها السياسية من خلال المؤتمرات والمفاوضات واللقاءات مع مختلف الأطراف، حتى توج ذلك بقمة شرم الشيخ، التي عقدت الأسبوع الماضي، وشهدت توقيع اتفاق إنهاء الحرب على غزة بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ولفت إلى أنه في الجانب الإنساني، قدمت مصر مساعدات متواصلة لقطاع غزة عبر معبر رفح، والإنزال الجوي، وإقامة المخيمات، مضيفا أن كل هذه الجهود تُوّجت بتحقيق إنجاز سياسي كبير، تمثل في وقف إطلاق النار باتفاق ملزم لجميع الأطراف، ورغم بعض الخروقات التي حدثت، إلا أنها لم تؤثر على المسار العام، بل ساعد الزخم الدولي في دفع الأمور نحو الأمام.

وأكد أن هذا الإنجاز يعكس حكمة القيادة السياسية المصرية، ويؤكد أن مصر تمثل ركيزة إقليمية للسلام، ودورها لا غنى عنه، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم أيضًا، حيث تجلى ذلك في مشهد قمة شرم الشيخ، التي حضرها 31 مشاركًا، استمعوا جميعًا إلى الرؤية المصرية.

 

رسائل واضحة

ومن جانبه، قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الندوة التثقيفية حملت رسائل واضحة بشأن الحرب على غزة؛ في مقدمتها التمسك بوقف إطلاق النار الشامل، ورفض التهجير القسري بأي صيغة، والدعوة لاصطفاف دولي لإغاثة المدنيين، مع تأكيد انخراط مصر في مرحلة إعادة الإعمار كشريك رئيسي يملك الخبرة والقدرة وشبكات التنسيق.

وأوضح "عبد العزيز"، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس دعا المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والإغاثية لتعبئة موارد سريعة وشفافة لإعادة الإعمار، وربط ذلك بمسار سياسي جاد يقود إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حتى لا تتحول الهدنة إلى فراغ يكرر المأساة.

وأشار إلى أن الكلمة تناولت الوضع الداخلي برسالة ثقة وواقعية؛ إذ أكد الرئيس قدرة المصريين على تجاوز التحديات عبر وحدة الصف والعمل الجاد، مبرزًا تحسن المؤشرات تدريجيًا، ونجاح الدولة في تثبيت الأمن ومواجهة الإرهاب، مع توجيه دعوة صريحة للشباب لمزيد من المبادرة وتحسين الأداء في كل القطاعات.

ولفت إلى أن حزب الإصلاح والنهضة يثمن هذه الرسائل التي تجمع بين مسؤولية مصر الإقليمية وروح البناء في الداخل، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب مواصلة الجهد الدبلوماسي تجاه غزة، وتكثيف العمل الاقتصادي والخدمي في الداخل، لتبقى مصر داعمًا أصيلًا للحق الفلسطيني وقاطرة للاستقرار والتنمية.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة