الثلاثاء 21 اكتوبر 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. حسن الأسمر من حلم التمثيل إلى أمير الأغنية الشعبية

  • 21-10-2025 | 02:02

حسن الأسمر

طباعة
  • ياسمين محمد

لم يكن الغناء يومًا ضمن خطط الطفل الذي حلم أن يقف يومًا أمام الكاميرا كممثل، لكن الصدفة كان لها رأي آخر، لتصنع من حسن الأسمر واحدًا من أبرز رموز الفن الشعبي في مصر، وصاحب الصوت المميز الذي ما زال يلامس القلوب حتى بعد رحيله. ففي مثل هذا اليوم 21 أكتوبر، تحل ذكرى ميلاد أمير الأغنية الشعبية الذي ترك بصمة لا تُنسى في وجدان الجمهور المصري والعربي.

بدأ حسن الأسمر رحلته الفنية ممثلًا في قصور الثقافة، مؤمنًا أن التمثيل هو طريقه نحو النجومية. لكن القدر قاده في اتجاه آخر، عندما سمع أحد الأشخاص صوته صدفة أثناء الغناء في إحدى البروفات، ليشجعه على التوجه إلى الغناء. وبالفعل، تقدم إلى شركة إنتاج كانت تبحث عن أصوات جديدة، ليؤدي أمامها بعض الأغنيات التي كشفت عن خامة صوت استثنائية، فتم التعاقد معه على الفور، وكانت تلك لحظة التحول الكبرى في حياته.

انطلقت مسيرة حسن الأسمر الغنائية من شارع محمد علي، معقل الفن الشعبي، حيث اشتهر بأداء المواويل المؤثرة التي عُرفت بصدقها وعاطفتها القوية. وكانت أولى أغنياته «عليل أنا يا تمر حنة» التي حققت نجاحًا كبيرًا، فتبعها بألبوم «عيون ست البنات» عام 1984، لتتوالى بعد ذلك أعماله الناجحة التي حفرت اسمه في ذاكرة الفن المصري.ومن بين أشهر أغنياته الخالدة «كتاب حياتي يا عين» التي أصبحت أيقونة للأغنية الشعبية الحزينة، لما تحمله من مشاعر إنسانية صادقة ولمسته الخاصة في الأداء.


رغم نجاحه الغنائي الكبير، لم يتخلَّ حسن الأسمر عن حلمه القديم في التمثيل. حيث شارك في عدد من الأعمال الدرامية والمسرحية التي أثبتت موهبته التمثيلية، وكان أبرزها على المسرح القومي.

وروى في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه شعر بالقلق في البداية من العمل بالمسرح العريق، قائلاً: «كنت خايف أشتغل في المسرح، لأنه كبير وفيه عمالقة، لكن كان لازم أكون على قد المكان».وأشار إلى أن بعض أغنياته الشهيرة مثل «كتاب حياتي» تم تعديل كلماتها لتناسب العروض المسرحية، بينما احتُفظ بألحانها الأصلية التي لحنها بنفسه تحت اسم مستعار هو حسن عبدالعزيز.

برحلته الغنية بالأعمال والأغنيات، ترك حسن الأسمر إرثًا فنيًا متفردًا يجمع بين الأصالة والصدق، جعل منه أحد أبرز رموز الغناء الشعبي في مصر والعالم العربي. صوته الحزين وملامحه الصادقة جعلاه قريبًا من الناس، ليبقى حتى اليوم حاضرًا في الذاكرة بأغنياته التي تعبر عن مشاعر البسطاء وتروي قصصهم بصدق نادر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة