الإثنين 20 اكتوبر 2025

عرب وعالم

مجلس الأمن يناقش ملفات ساخنة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وسط تطورات سياسية وأمنية متسارعة

  • 20-10-2025 | 18:23

مجلس الأمن

طباعة
  • دار الهلال

تستعد أروقة مجلس الأمن الدولي لأسبوع حافل بالاجتماعات والمشاورات، من 20 إلى 24 أكتوبر 2025، لمناقشة مجموعة من القضايا الدولية الشائكة، على رأسها الصراع في الشرق الأوسط، والوضع الإنساني في سوريا، والأزمة الأمنية في هايتي، والتطورات في كوسوفو وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلى جانب جلسة خاصة للاحتفال بالذكرى الـ80 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة.


ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي المكثف في وقت يواجه فيه العالم أزمات سياسية وأمنية وإنسانية متداخلة، تسعى الأمم المتحدة إلى لعب دور محوري في معالجتها عبر الدبلوماسية متعددة الأطراف.


ويبدأ جدول أعمال المجلس غدا /الثلاثاء/ بجلسة نصف سنوية مخصصة لبحث الوضع في إقليم كوسوفو، ومن المنتظر أن يقدم ميلبرت دونجون شين، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو (يونميك)، إحاطة حول آخر المستجدات السياسية والأمنية في الإقليم.


ويعقد اجتماع مغلق مع الدول المساهمة بقوات في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)، حيث ستعرض الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة البعثة، فالنتين روجوابيزا، الوضع الأمني والإنساني في البلاد.


وفي يوم /الأربعاء/، يعقد المجلس إحاطة شهرية مفتوحة حول الوضع السياسي والإنساني في سوريا، يقدمها نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجات رشدي، ومدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) راميش راجاسينجام، وستتبع الإحاطة جلسة مغلقة للتشاور بين أعضاء المجلس.


ويبحث المجلس في الجلسة الثانية من اليوم نفسه تطورات الأزمة في هايتي، حيث يقدم الممثل الخاص للأمين العام ورئيس مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي (BINUH) كارلوس رويز ماسييو إحاطة شاملة، مع احتمال مشاركة مسؤول من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتسليط الضوء على الوضع الأمني وتفشي العنف المرتبط بالجريمة المنظمة.


ويخصص المجلس يوم /الخميس/ المقبل لعقد نقاش ربع سنوي مفتوح حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، ويقدم الإحاطة راميز ألاكباروف، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وتحظى هذه الجلسة باهتمام دولي متزايد، خاصة في ظل دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، بعد أشهر من التصعيد العسكري في قطاع غزة.


ويختتم مجلس الأمن الدولي أسبوعه الدبلوماسي بجلسة مفتوحة بمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، تحت عنوان: «منظمة الأمم المتحدة: نظرة إلى المستقبل»، وذلك ضمن جدول أعمال حفظ السلم والأمن الدوليين.


ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة رئيسية في الجلسة، كما يُتوقع اعتماد بيان رئاسي قدمته روسيا، يسلط الضوء على مستقبل العمل متعدد الأطراف ودور الأمم المتحدة في مواجهة التحديات العالمية الجديدة.


إلى جانب جدول الجلسات الرسمي، من المنتظر أن يواصل أعضاء المجلس متابعة تطورات الأوضاع في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار، مع احتمال صدور موقف أو بيان جديد في هذا الشأن، كما تتواصل المفاوضات بشأن مشروع قرار يتعلق بنظام العقوبات المفروض على تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وتطبيقه في سوريا، وهو مشروع تقوده الولايات المتحدة.


وفي السياق ذاته، يناقش الأعضاء مشروع بيان رئاسي حول أوضاع كبار السن في مناطق النزاع، تقدمت به سلوفينيا، إلى جانب مشاورات جارية حول القرارات المتعلقة بمراجعة هيكل بناء السلام لعام 2025 تمهيدًا لاعتمادها في ديسمبر المقبل.


وتعكس كثافة جدول أعمال مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع حجم التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، بدءًا من الصراعات الممتدة في الشرق الأوسط، مرورًا بالأزمات الإنسانية في أفريقيا، وصولاً إلى ملفات بناء السلام والإصلاحات المؤسسية داخل الأمم المتحدة نفسها.


ويرى مراقبون أن جلسات هذا الأسبوع قد تشكل مؤشرًا على ملامح النقاش الدولي خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل تزايد الدعوات لإصلاح منظومة الأمن الجماعي وتعزيز آليات الاستجابة للأزمات.

الاكثر قراءة