الإثنين 20 اكتوبر 2025

تحقيقات

جريمة الإسماعيلية.. طفل يقتل زميله بمنشار كهربائي بسبب مشهد سينمائي

  • 20-10-2025 | 18:59

الطفل الضحية

طباعة
  • محمود حربي

تحولت مشاهد العنف في الأفلام الأجنبية إلى جريمة حقيقية، بعدما أقدم طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره على قتل زميله بدم بارد داخل منزله في محافظة الإسماعيلية، متأثرًا بما يشاهده من مشاهد دموية وألعاب إلكترونية تحرض على العنف.

الطفل المتهم، وهو طالب في إحدى مدارس المرحلة الإعدادية، كان معروفًا بشغفه الشديد بمتابعة أفلام الرعب والجرائم، التي تتفنن في استعراض طرق القتل والتخلص من الجثث، كما كان يقضي ساعات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية العنيفة، التي تغرس في ذهنه فكرة القتل كنوعٍ من “الانتصار” أو “اللعب الممتع”. ومع مرور الوقت، بدأ خياله الصغير يختلط بالواقع، حتى صارت الجرائم التي يراها مشهدًا عاديًا في ذهنه القاصر.

وفي يوم الواقعة، استغل الطفل غياب أسرته عن المنزل، ودبر لجريمته بهدوء، إذ دعا زميله البالغ من العمر 12 عامًا إلى بيته بحجة اللعب، ولم يكن الضحية يعلم أن “اللعب” هذه المرة سيكون الأخير في حياته، وأن زميله  سيحول المنزل إلى مسرح دموي لجريمته.

لحظات دموية داخل المنزل

ما إن جلسا معًا حتى أمسك الطفل الجاني بعصا خشبية كانت موضوعة في إحدى الزوايا، وانهال بها على رأس زميله مراتٍ متتالية حتى سقط أرضًا فاقدًا للوعي.. دقائق قليلة كانت كافية ليفارق الضحية الحياة، بينما ظل القاتل الصغير ينظر إلى جسده بلا حراك، لا يدرك حجم الكارثة التي ارتكبها.

تذكر أحد مشاهد الأفلام التي كان يعشقها، حين حاول أحد المجرمين التخلص من جثة ضحيته باستخدام منشار كهربائي، وببرود سار الطفل على الخطى نفسها، فحمل منشارًا كهربائيًا، وبدأ في تقطيع الجثمان إلى أجزاء صغيرة، ثم وضعها داخل حقيبته المدرسية.

التخلص من الجثة على طريقة الأفلام

خرج الطفل من المنزل بهدوء، وكأن شيئًا لم يكن، يحمل حقيبته وكأنها تحتوي على كتبه وكراسات المدرسة، وسار في شوارع الإسماعيلية حتى وصل إلى منطقة نائية خلف أحد المولات التجارية الكبرى، وهناك ألقى ببقايا الجثمان وسط أكوام القمامة، محاولًا محو أي أثر لجريمته المروعة.

في تلك الأثناء، كان القلق يسيطر على أسرة الطفل الضحية، بعدما تأخر عن العودة إلى المنزل لوقتٍ غير معتاد، حاولوا الاتصال به مرارًا دون جدوى، ومع مرور الساعات، توجهوا إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغٍ باختفائه.

إيداع الطفل المتهم بقتل وتقطيع زميله دار الرعاية لمدة 7 أيام | بوابة أخبار  اليوم الإلكترونية

تحركت الأجهزة الأمنية على الفور، وشكلت فريق بحث موسع لتتبع خط سير الطفل المفقود، حتى توصلت التحريات إلى أن آخر من شوهد معه هو زميله في المدرسة، الطفل المتهم.

اعترافات صادمة.. وتمثيل الجريمة بدم بارد

جرى استدعاء الأخير إلى قسم الشرطة، وبمواجهته بالأدلة والقرائن، بدا عليه الارتباك ثم انهار معترفًا بتفاصيل الجريمة كاملة، ومثلها أمام رجال المباحث في نفس المكان الذي وقعت فيه، وسط ذهول الجميع من برودة أعصابه وهدوئه خلال تمثيلها.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الطفل كان يعيش في عزلة نفسية، يقضي معظم وقته أمام الشاشات، ما جعله فريسة سهلة للتأثر بمشاهد العنف في الأفلام والألعاب الإلكترونية.

النيابة العامة أمرت بالتحفظ على الطفل القاتل وإيداعه إحدى دور الرعاية، لحين الانتهاء من التحقيقات واستكمال الفحوص النفسية والسلوكية اللازمة، فيما تواصل أجهزة الأمن جمع الأدلة وتحليل الدوافع التي دفعت طفلًا في هذا العمر إلى ارتكاب مثل هذه جريمة.

الاكثر قراءة