تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر والناقد المصري فخري أبو السعود، أحد أبرز الأصوات الأدبية التي جمعت بين الحس الشعري المرهف والرؤية النقدية العميقة، عُرف بدراساته المقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي، وبشعره الذي اتسم بالصفاء والهدوء وحب الطبيعة.
اهتم "أبو السعود" بتاريخ مصر الحديث وتاريخ الأدب العربي، إلى جانب دراساته الأدبية ومقالاته التي نُشرت في مجلات كبرى مثل «المقتطف» و«الهلال» و«الرسالة» و«الثقافة»، مما جعله من أبرز الأصوات التي ساهمت في إثراء الحركة الفكرية والأدبية في النصف الأول من القرن العشرين.
وبرز في شعره رهافة الإحساس والنزعة الإنسانية العميقة، فكان وصّافًا للطبيعة، متأملًا في النفس البشرية، مبتعدًا عن الزخرفة اللفظية والتكلف، محافظًا في الوقت نفسه على تقاليد القصيدة العربية.
وجاء في معجم البابطين أنه "يحافظ في شعره على تقاليد القصيدة العربية، وتنوعت أغراضه للتعبير عن نزعته الوطنية والانشغال بالطبيعة وتصوير الهم الإنساني"، كما تميز أسلوبه بدقة اللغة وقوة التعبير، وغلبة الطابع الخبري على الإنشائي.
كتب "أبو السعود" القصيدة النفسية الشهيرة «القناع» التي تناولت مأساة جندي بريطاني يعيش على ذكريات مجده القديم، كما تناول في شعره نفسية عطيل في لحظة من لحظات ثورته كما صوّرها شكسبير، مؤكدًا اهتمامه الدائم بالغوص في أعماق النفس الإنسانية، وسعيه إلى إيقاظ الهمة في أبناء وطنه لبناء مستقبل ناهض.