شهدت أسواق العملات الرقمية تراجعا ملحوظا خلال تعاملات اليوم /الثلاثاء/، لتواصل موجة الهبوط التي بدأت مطلع الأسبوع، في ظل ضغوط بيعية متزايدة ومخاوف من تباطؤ تدفقات السيولة نحو الأصول عالية المخاطر.
وذكرت بيانات منصة "كوين ماركت كاب" أن سعر عملة بيتكوين، وهي الأكبر من حيث القيمة السوقية، انخفض بنسبة 3.1% خلال 24 ساعة لتتداول عند نحو 107,544 دولارا، كما هبطت عملة إيثريوم بنسبة 5.0% إلى 3,867.90 دولار.
وأوضح محللون أن هذا التراجع يعكس، تحولا ملحوظا في شهية المخاطرة لدى المستثمرين المؤسسيين وكبار المتداولين، إذ انخفضت بيتكوين بنحو 6.7% خلال 30 يوما، في حين تراجعت إيثريوم بنسبة 13.6%، مما يشير إلى ميل المستثمرين نحو الأصول الأكثر استقرارا في ظل التقلبات الراهنة.
ورغم الهبوط الأخير، تشير بيانات السوق إلى أن التقلب السنوي لعملة بيتكوين خلال 90 يوما بلغ 28.9%، وهو أدنى مستوى تاريخي نسبيا، ما يعكس حالة من الهدوء النسبي داخل مسار هابط.
وتُظهر بيانات المنصة أن بيتكوين ما زالت تستحوذ على 58.90% من إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية، مقابل 12.78% لإيثريوم، ما يعزز التوجه نحو الاحتفاظ بالعملات الأعلى سيولة والأكثر استقرارا في فترات التقلب.
كما بلغ حجم التداول في بيتكوين خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 62.91 مليار دولار، متفوقة على إيثريوم التي سجلت 36.52 مليار دولار، وهو ما يعكس عمقا وسيولة أعلى في السوق الأولى.
ويرى محللون أن الضغوط الحالية على السوق الرقمية تعود إلى تزايد احتمالات تشديد السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، بالإضافة إلى غياب محفزات جديدة تدعم ارتفاع الأسعار بعد موجة الصعود القوية التي شهدها القطاع في منتصف العام.
ويرجح أن تظل العملات المشفرة في نطاق تداول محدود خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار المستثمرين في إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية بين الأصول الرقمية والأسواق التقليدية.
ورغم الأداء الضعيف، يعتقد بعض الخبراء أن استقرار بيتكوين فوق حاجز 100 ألف دولار قد يعكس قوة نسبية في الطلب الأساسي، خصوصا من المؤسسات المالية وصناديق التحوط التي بدأت تنظر إلى العملة كأصل طويل الأجل للتحوّط من التضخم.