قبل نحو 58 عامًا، جاءت المعركة المصرية الخالدة للقوات البحرية، إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، والتي تعد من أشهر وأهم المعارك البحرية في العالم، وخُلدت عيدًا للقوات البحرية، يحتفل به المصريون في 21 أكتوبر من كل عام.
إغراق المدمرة إيلات
عملية إغراق المدمرة إيلات بعد نحو 4 أشهر فقط من هزيمة يونيو 1967، ففي 21 أكتوبر من ذلك العام، حققت البحرية المصرية انتصارها الخالد حتى اليوم، والذي شكل بداية لمرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واسترتيجيات القتال البحري في العالم، بعد أن نجحت القوات البحرية في إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية "إيلات" من طراز HMS Zealous R39 في البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة بورسعيد، بواسطة 4 صواريخ بحرية سطح / سطح، وتعد العملية الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية.
وتعد عملية إغراق إيلات عملية مختلفة تماماً عن الثلاث عمليات الهجوم علي ميناء إيلات الإسرائيلي والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربي للميناء.
المدمرة الإسرائيلية إيلات، كانت من الأدوات العسكرية الإسرائيلية المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي الفترة التالية لحرب 1967، أمرت قيادة جيش العدو الإسرائيلي بأن تخترق إيلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، وبالفعل اخترقت المياه الإقليمية المصرية وتمادت في الاختراق.
وفي محاولة للاستفزاز واستعراض القوة، دخلت «إيلات» ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، في 12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وتصدت لها زوارق الطوربيد المصرية، إلا أن «إيلات» فتحت على الزوارق وابلا من النيران واستمرت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية.
وفي يوم 21 أكتوبر 1967م صدر أمر بالاشتباك مع المدمرة وتشكّلت فرقتين للقيام بالمهمة، الفرقة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسني وكانا على اللنش 504، أما اللنش الثاني 501 بقيادة النقيب لطفي جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع.
وفي يوم العملية، بعد صدور أوامر قائد القوات البحرية بتدمير إيلات عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنش الصواريخ من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة، حيث هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، ثم لاحقها بالصاروخ الثاني فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات "، بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ.
وكانت المدمرة عند إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرق بورسعيد وكان عليها طاقمها الذي يتكون من نحو 100 فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية، وعاد اللنشان إلى قاعدة بورسعيد.
عيد القوات البحرية
عمت الفرحة أرجاء مصر، بعد عملية إغراق إيلات، التي جاءت في توقيت حاسم، حيث ارتفعت الروح المعنوية للشعب المصري والقوات المسلحة بشكل كبير.
وبعد نجاح إغراق إيلات صدر قرار جمهوري بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا في العملية أوسمه وأنواط وأصبح غرق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية، وسجلت المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية في التاريخ.