الثلاثاء 21 اكتوبر 2025

تحقيقات

أوروبا على شفا المواجهة مع الدب الروسي.. تصعيد خطير وفرص سلام مفقودة

  • 21-10-2025 | 14:57

روسيا - أوروبا

طباعة
  • محمود غانم

تتصاعد حدة التوتر بين روسيا والدول الأوروبية، في ظل استمرار التوترات التي أشعلتها الحرب الروسية في أوكرانيا، غير أن وتيرة التصعيد ازدادت في الآونة الأخيرة، بعد تسجيل انتهاكات روسية متكررة للمجال الجوي لعدد من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأثارت هذه التحركات قلق الحلف، الذي أعلن تعزيز دفاعاته على طول حدوده الشرقية، متهماً موسكو بمحاولة اختبار منظوماته الجوية عبر توغّل طائرات مسيّرة في أجواء دوله الأعضاء.

وتحذّر عواصم أوروبية من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يقود إلى مواجهة مباشرة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو والغرب أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة.

ومن جانبها، حذرت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية من أن روسيا تستعد لهجوم على دول البلطيق وبولندا وستستخدم في ذلك أراضي بيلاروسيا.

وفي تصريح مفاجئ، جاء من الجانب الآخر، أكد جهاز الاستخبارات الخارجي الروسي أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو تستعد للحرب مع روسيا، وأن مهمتها هي تزويد قوة الرد السريع التابعة للحلف بجميع الموارد اللازمة على وجه السرعة.

هذه التصريحات تعكس حالة التوتر بين الجانبين، وتدفع كل طرف لإعداد العدة في الحرب التي قدرت الاستخبارات الألمانية من الجانب أنها اندلاعها أقرب ما يكون.

وحال حدوث هذا الصراع، فإنه سيكون أخطر صراع عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، لما يشمله من قوى مُسلحة نوويًا وشبكة من التزامات التحالف.

ما يجعل الصراع قريبًا هو أن الناتو بدأ مؤخرًا في تعزيز تواجده العسكري على الحدود الشرقية له، وهو ما تعتبره روسيا تهديدًا يجب مواجهته، لا سيما أن من أجل ذلك قامت الحرب في أوكرانيا.

وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية، فهي بطبيعة الحال ستأخذ طرف الجانب الأوروبي، بموجب ما ينص عليه ميثاق حلف الناتو، الذي تنطوي تحت مظلته معظم دول القارة.

في ذات السياق، تواصل أوروبا توفير الدعم السياسي والمالي والعسكري لأوكرانيا، باعتبار أنهم يرون ذلك دفاعًا عن أوروبا قبل الدفاع عن كييف.

ويعمل الاتحاد الأوروبي في إطار الحرب وفق خطين منفصلين: الأول يتمثل في توفير الدعم لأوكرانيا، والثاني في زيادة الضغط على روسيا من خلال الاستمرار في فرض حزم العقوبات.

وفي المقابل، تتهم روسيا الدول الأوروبية بأنها بهذا النهج تطيل أمد الصراع في أوكرانيا.

وفي ما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية، تتهم موسكو الدول الأوروبية بأنها تسعى إلى عرقلة أي محادثات مع واشنطن، في حين ترد أوروبا بأن روسيا تريد كسب الوقت عبر هذه المحادثات فقط لا أكثر، وحصر الدعم الأمريكي لـ"كييف".

وفي بيان مشترك، أصدره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيس وزراء النرويج إيرنا سولبرغ، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن، جدد القادة دعوتهم إلى إرساء "سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، معتبرين أن هذا السلام هو ما يستحقه الشعب الأوكراني.

البيان، الذي نُشر على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، أكد على ضرورة أن تكون أوكرانيا في أقوى موقف ممكن، قبل وأثناء وبعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعرب القادة عن دعمهم الكامل لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا إلى "وقف القتال فورًا"، معتبرًا أن خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات.

وأوضح البيان أن الدول الغربية ملتزمة بمبدأ "عدم تغيير الحدود الدولية بالقوة"، مع التأكيد على ضرورة تكثيف الضغط على الاقتصاد الروسي وصناعتها الدفاعية.

وأضاف البيان أن هذه التدابير ستشمل استخدام الأصول السيادية الروسية المجمدة، بهدف توفير الموارد اللازمة لأوكرانيا.

وفي المقابل، أكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن أوروبا ليست من دعاة السلام بل تحرض أوكرانيا على مواصلة الحرب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة