الثلاثاء 14 مايو 2024

التحرش السياسي.. جريمة بلا عقاب

27-12-2017 | 01:32

 يبدو أن سيناريوهات العبث في مصر قد نضبت وعجز العقل التخريبي عن الإبداع سيناريوهات مكررة وكلمات محورة لكنها تحمل معنى واحدا وتظهر مرضا خبيثا لدى فئة أحست بالضياع بعد ثورة 30 يونيو فقررت أن تعيش في واقع افتراضي يسمح لها أن تتنفس.

تحدثنا كثيرا عن التحرش لكن حصرناه في الجنس وتغافلنا عن التحرش في السياسة وهو إحساس استدعاه مشهد الشاب "عفروتو" الذي حاول البعض أن ينصبوه شماعة وفزاعة جديدة والقصة محبوكة شاب قبض عليه وتوفي والإجابة المفضلة التي كانت  تهتز لها القلوب لقد تعرض للتعذيب ..افتراض منطقي يخاطب العاطفة لكن لماذا فشل عفروتو في ما نجح فيه خالد سعيد؟!

سؤال لم يفكر فيه قليلا من حاول نسج خيوط لعبة قديمة تستهدف إحداث شرخ في جدار ثقة صلب بني في 30 يونيو فقد كانت هذه الطريقة مقبولة والمساحة أمامها مفتوحة قبل 25 يناير حيث كانت الدولة هشة شاخت أركانها فلم تقو على الصمود أما دولة 30 يونيو فراسخة تقوم على دعائم الصدق والشفافية وعدم الخجل في مواجهة الخطأ ومحاسبة المخطئ.

لماذا اختلفت ردود الأفعال على حادث عفروتو مقارنة بخالد سعيد الذي اهتزت لمصرعه الجماهير لهذه الأسباب الـتي ذكرت أن هناك قناعة قوية أن الجاني لن يفلت بجريمته وأنه ليس للدولة "بطحة" تخفيها وأن رئيسها عازم على مواجهة الفساد والتجاوز في أي موقع بالدولة بل قال إنه هو شخصيا ليس فوق المساءلة والحساب.

هكذا استقبل الناس حادث عفروتو وغدر كنيسة المطرية وكثير من المحاولات لزعزعة الثقة في المصريين وآخرها تسريبات نيويورك تايمز المفبركة والتي حاول البعض استخدامها لتخوين الرئيس كما حاول البعض ذلك أيضا إبان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية الشهيرة بـ"اتفاقية تيران وصنافير" .

محاولات لن تتوقف لكنها تتحطم على صخرة المكاشفة التي انتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تولى المسئولية لا مساحة لمشكك لا مصداقية لمخون لا بيئة لفساد لا قدرة على كسر الأمن لا قوة على فرض واقع.. الهوة بين المصريين وقيادتهم ضيقة للغاية لاتسمح بالمرور بأية وسيلة حالة من الانسجام تزعج أعداءنا وتؤرق مضاجعهم فكيف الوصول إلى الحالة الهشة التي سبقت أحداث يناير ؟!

سؤال لن يجد المغرضون إجابة له فتماسك المصريين أمام التحديات أربك الجميع ونال من عزيمة المتأهبين المتحفزين بتنا دولة عصية على العبث قادرة على فضح ومواجهة أصحاب الهوى والغرض لذا لم يبق لهؤلاء إلا هجوم غادر هنا أو تفجير جبان هناك فالأدمغة باتت محروسة محصنة متأهبة لرصد الأسافين وإحباط أثرها سريعا وستمضي مصر في طريقها تبادل قيادتها صدقا بصدق والإصلاح بصبر حتى تكتمل صورة مصر تلك الدولة المدنية الحديثة التي نراها في الأفق.  

    Dr.Radwa
    Egypt Air