الخميس 23 اكتوبر 2025

ثقافة

القناع الذهبي للملك بسوسنس الأول.. تحفة نادرة من الأسر المتأخرة

  • 23-10-2025 | 10:44

الملك بسوسنس الأول

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

يُعد القناع الجنائزي للملك بسوسنس الأول، أحد أبرز كنوز المتحف المصري بالقاهرة، وواحدًا من أروع ما خلفته فنون العصر المتأخر في مصر القديمة، يعود القناع إلى عهد الأسرة الحادية والعشرين "نحو 1047 – 1001 ق.م"، ويجسد قمة الإبداع في صياغة الذهب ودقة الحرفية لدى المصريين القدماء.

 

صُنع القناع من الذهب الخالص، وزُين بعناية فائقة بأحجار اللازورد ومعجون الزجاج الملون، بارتفاع يبلغ 48 سم وعرض 38 سم، يصور القناع وجه الملك بملامح مثالية هادئة، مرتديًا غطاء الرأس الملكي «النمس» الذي يتقدمه ثعبان الكوبرا المقدس (الصل) رمز الحماية الملكية، كما يتدلى منه اللحية المستعارة المضفرة التي تشير إلى الجلال والمكانة الملوكية.

وتُبرز العيون والحواجب المرصعة بالزجاج الملون باللونين الأزرق والأبيض، مع بؤبؤين من الحجر الأسود والأبيض، مهارة الفنان المصري القديم في إبراز ملامح القوة والسكينة في آن واحد.

 

اكتُشف هذا القناع عام 1940 على يد عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه داخل مقبرة بسوسنس الأول في تانيس بالدلتا الشرقية، في واحدة من المقابر القليلة التي وُجدت سليمة نسبيًا دون أن تتعرض للنهب.

ورغم الأهمية الأثرية الكبيرة للاكتشاف، فإن ظروف اندلاع الحرب العالمية الثانية آنذاك حالت دون نيله الشهرة التي حظي بها اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

 

ويمثل القناع نموذجًا فنيًا فريدًا يجمع بين الرمزية الدينية والذوق الجمالي، إذ يعكس معتقدات المصريين القدماء حول الخلود والحياة الأبدية ومكانة الملك في العالم الآخر.

 

ويُعرض القناع اليوم ضمن قاعتي كنوز تانيس في المتحف المصري بالقاهرة، حيث يظل شاهدًا خالدًا على براعة المصري القديم في تحويل الذهب إلى لغةٍ خالدة تحكي مجد الفراعنة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة