رفض الكاتب الفرنسي جان بول سارتر استلام الجائزة التي أقرتها لجنة الجائزة في مثل هذا اليوم 22 أكتوبر 1964 نظرًا لعمله الغني بالأفكار والملىء بروح الحرية والسعى وراء الحقيقة، والذى أحدث تأثيرًا بعيد المدى على عصرنا.
وعبر جان بول سارتر في ذلك العهد عن أسفه لإثارة رفضه الجائزة ووصف ذلك بالفضيحة، وأكد أن رفضه لم يكن يهدف إلى إهانة الأكاديمية السويدية، بل كان قائماً على أسباب شخصية وموضوعية خاصة به.
وأشار الكاتب الفرنسي ضمن أسبابه الشخصية إلى أنه نظرًا لمفهومه لمهمة الكاتب، فقد رفض دائمًا التكريمات الرسمية، وبالتالي فإن رفضه لنوبل ليس جديدًا، كما رفض عضوية وسام جوقة الشرف، ولم يرغب في الالتحاق بالكوليج دو فرانس، وسيرفض جائزة لينين إذا عُرضت عليه.
وأوضح أن قبول الكاتب لمثل هذا التكريم يعني ربط التزاماته الشخصية بالمؤسسة المانحة، وأنه قبل كل شيء، لا ينبغي للكاتب أن يسمح لنفسه بأن يتحول إلى مؤسسة.
وذكر الكاتب ضمن أسبابه الموضوعية اعتقاده بأن التبادل بين الشرق والغرب يجب أن يتم بين البشر وبين الثقافات دون تدخل المؤسسات، علاوة على ذلك، وبما أن منح الجوائز السابقة لم يُمثل، في رأيه، كُتّابًا من جميع الأيديولوجيات والأمم على قدم المساواة، فقد شعر بأن قبوله قد يُفسر تفسيرًا غير مرغوب فيه وغير عادل.
جان بول سارتر
وُلد جان بول سارتر في 21 يونيو عام 1905 في مدينة باريس، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وكان والده، جان باتيست سارتر، ضابطًا في البحرية الفرنسية.
أظهر سارتر شغفًا بالقراءة منذ طفولته، فقرأ الأدب والفلسفة في سن مبكرة، ما جعله يتجه لاحقًا إلى المدرسة العليا للأساتذة في باريس، وهي من أهم مؤسسات التعليم العالي في فرنسا، وهناك بدأ مسيرته الفلسفية التي وضعته في مصاف كبار المفكرين في القرن العشرين.
مؤلفاته
في مؤلفاته الكبرى مثل "الوجود والعدم" ، و"الغثيان"، قدّم سارتر رؤية جذرية عن الإنسان باعتباره كائنًا حرًا ومسؤولًا عن اختياراته في عالمٍ بلا معنى مسبق، مؤكدًا أن القيمة لا تُمنح بل تُصنع، وقد امتد تأثيره إلى مجالات الأدب والمسرح، حيث كتب أعمالًا درامية شهيرة مثل "الأيدي القذرة" و"الذباب"، جسّد فيها صراعه الدائم بين الحرية والالتزام الأخلاقي.