أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، أن العلوم الحديثة لم تعد تقتصر على علاج المرض، بل باتت تركز على التنبؤ به والوقاية منه عبر تقنيات الجينوم والتحليل الوراثي، مشيراً إلى أن مصر تسير بخطى واثقة نحو تطبيق الطب الدقيق الذي يعتمد على تحليل الجينات لاكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها.
جاء ذلك خلال فاعليات المؤتمر السنوي السادس والستين للجمعية المصرية للصدر والتدرن، بحضور نخبة من كبار العلماء والأطباء المصريين والعرب وممثلي منظمة الصحة العالمية.
وأضاف الوزير أن البرامج الوقائية لعلاج أمراض الصدر في مصر حققت نجاحاً غير مسبوق، حيث وصلت نسبة الفحص المبكر والالتزام بالعلاج المجاني في مستشفيات الصدر إلى مستويات عالمية، موضحاً أن مصر تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في برامج الفحص المبكر والوقاية من أمراض الرئة.
وأشار إلى أن جهود الدولة في مكافحة الأمراض الوبائية أثمرت عن إعلان مصر خالية من الملاريا وفيروسات متعددة، وارتفاع متوسط عمر المصريين إلى 73 عاماً بفضل سياسات الصحة الوقائية.
وفي كلمته، شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، على أن المؤتمر لا يمثل مجرد ملتقى علمي، بل هو رسالة تؤكد ريادة مصر التاريخية في مكافحة أمراض الصدر منذ إنشاء أول مستشفى متخصص في هذا المجال في الشرق الأوسط.
وأوضح أن مصر تمتلك قاعدة بيانات بحثية ضخمة تضم أكثر من 112 ألف بحث علمي منشور في كبرى المجلات الدولية، نصفها بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية؛ مما يعزز مكانة البحث العلمي المصري على خريطة الابتكار الدولي.
من جانبه، أكد مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن تشخيص وعلاج الدرن يتم مجاناً في جميع محافظات الجمهورية، مشيراً إلى إدخال أحدث تقنيات الأشعة التداخلية والرعايات المركزة المتخصصة في أمراض الصدر ضمن خطة التحديث الشامل للمنظومة الصحية.. لافتا إلى الاهتمام المتزايد بعلاج اضطرابات التنفس أثناء النوم باعتبارها أحد العوامل المؤثرة على صحة القلب والرئة.
وفي كلمته، قال الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن العالم يشهد اليوم تداخلاً بين تغير المناخ والأمراض التنفسية، موضحاً أن 10 ملايين شخص يُصابون بالدرن سنوياً حول العالم.
وأضاف أن مصر حققت تقدماً يفوق 88% في خفض الإصابات والوفيات رغم تحديات جائحة كوفيد-19، مشيداً بمبادرة السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي لصحة الرئة، التي تهدف إلى تقليل معدلات التدخين والتصدي لتلوث الهواء باعتبارهما من أبرز أسباب أمراض الجهاز التنفسي.
كما أكد دعم منظمة الصحة العالمية المستمر لمصر في برامج الوقاية والعلاج، مشددا على أن صحة الرئة هي بوابة الحياة، ومصر نموذج يحتذى به في الاستعداد للطوارئ الصحية العالمية.
وفي سياق متصل، أشاد الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب الأطباء، بمرحلة التحول الكبرى التي يشهدها القطاع الصحي في مصر، مثمناً التعاون بين الحكومة والنقابة في إصدار قانون المسئولية الطبية وإنشاء "البورد المصري"، الذي يعزز كفاءة الأطباء ويرتقي بمستوى الممارسة الطبية.
أما الدكتورة مريم مطر، خبيرة الجينوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أشادت بـ النهج العلمي المتطور الذي تتبناه مصر في مجال الطب الجيني وعلوم المستقبل.
وأضافت أن كل إنسان يحمل بصمة جينية فريدة تحدد قابليته للإصابة بالأمراض؛ وهو ما يفتح الباب أمام الطب الشخصي والعلاج الموجه.