قال الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر إن الرئيس دونالد
ترامب لا يختلف كثيرا عن سلفه باراك أوباما عند الحديث عن استخدام القوة العسكرية.
ورصد ميلر - في
مقال نشرته مجلة (نيوزويك) اليوم الأحد - تغريدة وصفها بأنها "الأكثر تهورًا"
للرئيس ترامب مؤخرا ضد الرئيس الكوري الشمالي كيم يونج أون ؛ حيث زعم ترامب أن أمامه
زرًّا نوويا أكبر من ذلك الذي أمام نظيره الكوري الشمالي.
وأضاف ميلر أن
ترامب "على الرغم مما هو معهود عنه من التهور، إلا أن اثني عشر شهرا قضاها في
الرئاسة أثبتت أن كلامه أقوى من أفعاله، لا سيما عند التهديد باستخدام القوة العسكرية،
عندئذ يتصرف ترامب على نحو أكثر شبهًا بسلفه أوباما".
ونبه الكاتب إلى
أن التغيير الذي أحدثه ترامب على صعيد السياسات الأمريكية هو غير مسبوق من حيث المضمون
والشكل، سواء كان ذلك في الانسحاب من اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ ومن اتفاقية
باريس لمكافحة تغيّر المناخ، أو في اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك في فرض حظر
السفر على عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وفي الهجوم على اتفاق إيران النووي،
وأخيرًا في استجابته للتظاهرات في إيران.
ولكن الاستثناء
الصارخ في هذا الصدد الخاص بالفروق بين ترامب وأوباما، هو عند استخدام القوة العسكرية
؛ فبحسب ميلر "أظهر ترامب خلال الاثني عشر شهرا في المنصب عزوفًا عن المخاطرة
أكثر مما أظهر من جهوزية لها ؛ وعلى الرغم من نارية تصريحات ترامب إلا أنه يحتمي بالحذر
عندما يتعلق الأمر بوضع قوات أمريكية خارجيا في خطر".
وأعاد الكاتب إلى
الأذهان كيف آلت تهديدات ترامب إزاء استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية ضد مواطنيها
إلى ردّ فعل محدود، على نحو أحبط العديد في الكونجرس ممن كانوا يأملون أن تقود تلك
الأحداث إلى استخدام القوة على نطاق أوسع لتغيير مسار الحرب الأهلية السورية.
وفي أفغانستان،
قال ميلر إن ترامب عمد إلى خيار القوة العسكرية المحدودة التي قد تكفي لمنع حركة طالبان
من الانتصار لكنها لا تكفي لتحويل دفة الصراع.
وعزا الكاتب هذا
الحذر غير المعهود من جانب ترامب عند استخدام القوة العسكرية لا سيما ضد كوريا الشمالية،
إلى عدة عوامل منها أن ترامب رغم ادعائه إبان حملته الانتخابية بأنه يعرف أكثر من جنرالاته،
إلا أنه أدرك فيما يبدو أن الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية ليست في دائرة المهارات
التي يتقنها وأن الحديث الحاد يختلف عن القتال.
وقال ميلر
" إن محدودية استخدام ترامب للقوة في سوريا والتزامه الحذر العسكري تجاه كوريا
الشمالية وإيران إنما يعكس قوة وحكمة ونفوذ مَن يحب ترامب أن يشير إليهم بـ (جنرالاته)
ووزير دفاعه جيمس ماتيس".
فضلا عن ذلك، فإن
ترامب، بحسب ميلر، يصب اهتمامه على الداخل الأمريكي أكثر من الخارج ؛ وقد اتضح ذلك
في حملته الانتخابية عندما تحدث عن بناء الداخل، منتقدا في المقابل إنفاق مليارات الدولارات
الأمريكية خارجيا في "حروب معيبة".
إلى جانب ذلك،
رجح الكاتب أن ترامب ربما يدرك أن شن حرب دون ظهير شعبي قد تودي بمنصبه الرئاسي ؛ لا
سيما وأن حربا في شبه الجزيرة الكورية كفيلة بالتأثير على أكبر ثلاثة اقتصادات عالمية
هي : الصين واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب كوريا الجنوبية صاحبة الاقتصاد الحادي
عشر على مستوى العالم ؛ فمثل هذه الحرب كفيلة بتقويض سوق الأوراق المالية وهو ما سيضر
الرئيس ترامب في انتخابات منتصف المدة.
وأكد ميلر أن ترامب
يدرك أن أضمن طريق لتقويض منصبه في الرئاسة هو الانغماس في حرب لا يمكن إحراز النصر
فيها.