الخميس 23 اكتوبر 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. صلاح السعدني «عمدة الفن» الذي جسد بهجت الأباصيري وأنصفه عادل إمام

  • 23-10-2025 | 03:38

صلاح السعدني

طباعة
  • ياسمين محمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أعمدة الدراما المصرية، الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1943، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري. لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل مثقف صاحب موقف، جمع بين الحس الوطني وروح الفنان الحقيقي. ورغم ما واجهه من منعٍ وتحديات في بعض المراحل، ظلّ اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور بأعمال خالدة وشخصيات لا تُنسى.


نشأ صلاح السعدني في بيئة شعبية أصيلة، والتحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، وهناك جمعته الصداقة بالزعيم عادل إمام والراحل سعيد صالح، لتبدأ من الجامعة أولى خطواته في عالم الفن، حين شارك في مسرحية ثورة الموتى، قبل أن ينضم الثلاثي إلى فرق مسرح التلفزيون ويشكّلوا معًا أحد أهم محاور الكوميديا والدراما المصرية الحديثة.

كان عادل إمام هو السبب المباشر في دخول السعدني عالم التمثيل، وظلت صداقتهما ممتدة حتى رحيل السعدني في 19 أبريل 2024، بعد رحلة فنية طويلة مليئة بالعطاء.

رغم نجاحه الكبير، إلا أن مواقفه الوطنية الصريحة كلفته الكثير؛ إذ مُنع من التمثيل لعدة سنوات في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعدما وقّع مع مجموعة من كبار المثقفين بيانًا ضد حالة "اللا سلم واللا حرب" التي عاشتها مصر قبل حرب أكتوبر 1973، وكان من بين الموقعين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمود السعدني شقيقه الأكبر.

وخلال فترة المنع، لم يبتعد صلاح السعدني عن الوسط الفني، بل عمل مديرًا لفرقة الفنانين المتحدين، وكان وقتها العرض الأشهر هو مسرحية مدرسة المشاغبين، التي شهدت العديد من الخلافات بين عادل إمام وسعيد صالح من جهة وسهير البابلي من جهة أخرى، وكان السعدني هو من يتدخل دائمًا لحلها بحكمته وهدوئه.

ومن الطرائف التي لا تُنسى، أنه عندما أصيب الزعيم عادل إمام بمرض التهاب الكبد الوبائي واضطر للتوقف عن العمل، تولّى صلاح السعدني تجسيد شخصية بهجت الأباصيري بدلاً منه لمدة ثلاثة أشهر حتى تعافى إمام وعاد ليستكمل الدور، في موقف يجسّد عمق صداقتهما ووفاءه لرفيق دربه.

ظل السعدني حتى آخر أيامه رمزًا للفن الأصيل والموقف الشجاع، ولقّبه الجمهور بـ «عمدة الدراما المصرية» بعد نجاحه الساحق في مسلسل الناس في كفر عسكر وأرابيسك وغيرهما من الأعمال التي حفرت اسمه في الذاكرة.

رحل الفنان صلاح السعدني، لكن بقيت سيرته العطرة شاهدة على فنان عشق تراب الوطن، وترك إرثًا فنيًا يُدرّس في مدارس الأداء الراقي والصدق الفني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة