مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد أحد أهم المشروعات الثقافية في العالم، تزداد أهمية الحديث عن دور المتاحف في تشكيل وعي الأجيال الجديدة بتاريخ وطنهم وحضارته العريقة، فزيارة المتاحف لا تقتصر على مشاهدة المقتنيات والتماثيل، بل هي رحلة في عمق الهوية المصرية، تعيد إلى الطفل إحساسه بالفخر والانتماء، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع خبير تربوي كيف تنمي الأم في طفلها حب التاريخ وقيمة المتاحف؟.
من جهته قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"،أن المتاحف في مصر تعد من أهم حافظات التاريخ الوطني، حيث تضم آثارًا ومقتنيات نادرة من تماثيل وعملات ونقوش ومحفوظات، تمثل شواهد حية على حضارة مصر العظيمة وتاريخها الممتد منذ آلاف السنين، وهي لا تنقل فقط التراث الثقافي والتاريخي، بل تجسد عبقرية المصري القديم الذي استطاع منذ أكثر من سبعة آلاف سنة أن يبدع آثارًا خالدة قد يعجز الذكاء الاصطناعي الحديث عن محاكاتها، مما يجعلها مصدر إلهام دائم لكل الأجيال.

وأضاف الخبير التربوي، أن هناك عدة خطوات تساعد كل أم بأن تقوم بدورها في غرس وتعليم أبنائها قيمة المتاحف وأهمية تاريخ بلدهم، ومنها ما يلي:
-فتح الحوارات مع الطفل حول عظمة تاريخ مصر، والحديث معه بلغة قريبة من فهمه عن إنجازات الأجداد، مما ينمي داخله روح الانتماء والفخر الوطني.
-منح أولوية لزيارة المتاحف والمناطق الأثرية التي تتصل بما يدرسه الطفل في مادة الدراسات الاجتماعية، حتى يُصبح ما يتعلمه في المدرسة واقعًا ملموسًا أمامه.
-تشجيع الطفل على تقمص أدوار شخصيات من التاريخ المصري من خلال شراء ملابس أو مقتنيات تحاكي ما كان يرتديه أو يستخدمه المصري القديم، لتعزيز الارتباط الوجداني بالحضارة.
-توفير قصص مصورة تتناول شخصيات من التاريخ المصري القديم بأسلوب شيق يناسب عمر الطفل، لتغذية خياله وتنمية شغفه بالمعرفة.
-الاصطحاب المتكرر إلى المتاحف والمواقع الأثرية مثل الأهرامات والأقصر وأسوان، مما يخلق علاقة شخصية بين الطفل وتاريخ وطنه، ويُشعل بداخله حب الاكتشاف والبحث.
-رحلة الأم مع طفلها داخل المتحف لا تنتهي بانتهاء الزيارة، بل تبدأ منها، حيث يمكن لها أن تستكمل الحوار في المنزل، وتشجعه على طرح الأسئلة ومناقشة ما رآه، لتصبح المعرفة بالتاريخ تجربة حية نابضة بالفخر والانتماء، لا مجرد درس يحفظ وينسى.