انطلقت اليوم الجمعة في العاصمة الأردنية عمان أعمال المؤتمر الأول للعرب المسيحيين تحت عنوان "الجذور والأدوار والمسار النهضوي"، بتنظيم من جمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية وبالتعاون مع المبادرة العربية المسيحية "عروبة"، وبمشاركة واسعة من شخصيات عربية وأوروبية من روسيا وألمانيا وهولندا وفرنسا ولبنان وسوريا وفلسطين، إلى جانب الأردن.
وأكد رئيس المؤتمر الدكتور همّام غصيب - في كلمته الافتتاحية، التي حضرها ممثلون عن الهيئات الدبلوماسية وشخصيات سياسية واقتصادية ودينية - أن المسيحية جزء أصيل من العروبة، وأن اللغة العربية كانت وما زالت الرابط الأعمق بين أبناء الأمة الواحدة، مشددا على رفض أي محاولات لإثارة الفتنة على أسس دينية أو مذهبية، ومشيرا إلى أن نموذج العيش المشترك في الأردن يجسد قيم المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.
وأوضح غصيب أن المؤتمر يهدف إلى إبراز إسهامات العرب المسيحيين في النهضة العربية عبر التاريخ، واستعادة دور رواد النهضة الذين خدموا أوطانهم بإخلاص بعيدًا عن أي انتماءات ضيقة.
ومن جانبه، قال رئيس الهيئة الإدارية لجمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية الدكتور إحسان حمارنة إن العرب المسيحيين كانوا شركاء حقيقيين في مسيرة الأمة، ووقفوا إلى جانب إخوتهم المسلمين في مواجهة الغزو الصليبي، مؤكدا أن التعايش الإسلامي المسيحي يمثل ركيزة أساسية في السياسة الأردنية منذ الثورة العربية الكبرى وحتى اليوم، بقيادة الملك عبدالله الثاني، راعي الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وأشار حمارنة إلى الدور التاريخي للعرب المسيحيين في حركات التحرر العربي، وإسهاماتهم في مجالات الأدب والفكر والفن، ودفاعهم المستمر عن القضية الفلسطينية، محذرا من خطورة محاولات تهجير المسيحيين من أوطانهم لما يخدم مشروع "يهودية الدولة" الإسرائيلية.
كما استعرض أهداف الجمعية في دعم التعليم النوعي والمعتدل الكلفة عبر مدارسها الوطنية في الشميساني والأشرفية، إلى جانب برامجها الخيرية مثل حملة "معونة الشتاء" التي تقدم المساعدات للأسر الأقل حظا، مؤكدًا حرصها على غرس قيم الانتماء والعروبة لدى الطلبة.
وتتضمن فعاليات المؤتمر مناقشة أوراق عمل حول الهوية العربية في العالم الأرثوذكسي، والتحديات الراهنة، والدور التاريخي للكنيسة المقدسية وسلطتها الدينية في الأردن، حيث يسعى المؤتمر إلى تعزيز الوعي بالدور الحضاري للعرب المسيحيين وتسليط الضوء على الشراكة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين ضمن المشروع العربي النهضوي.