وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفالية الوطنية الكبرى التي أقيمت بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان «وطن السلام»، رسائل موجزة إلى الشعب المصري، حملت في طياتها دلالات عميقة وتناولت ملفات شديدة الأهمية، بحسب ما أكده عدد من رؤساء الأحزاب.
            
            
وأكد سياسيون، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن كلمات الرئيس تمثل سراجًا منيرًا للمصريين، لما تضمنته من دعوة للتأمل في معاني السلام.
وأشادوا بربط الرئيس بين انتصار أكتوبر المجيد وجهود إحلال السلام في قطاع غزة، مؤكدين أن سعي مصر الدائم إلى تحقيق السلام لا ينطلق من خشية الحروب، بل من حرصها على صون استقرار المنطقة وشعوبها.
وفي الاحتفالية التي جاءت احتفالًا بذكرى نصر أكتوبر المجيد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يتعين توجيه الشكر لله تعالى على وقف الحرب في قطاع غزة، وعلى انتهاء المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني لمدة عامين، نتيجة نجاح الجهود المصرية التي تُوجت باستضافة قمة شرم الشيخ للسلام.
وقال الرئيس: «إن شهر أكتوبر هو شهر النصر»، مؤكدًا أن النصر لم يتحقق بقوة الجيش فقط، وإنما بقوة الشعب أولًا، ومشددًا على أن الشعب الذي يرفض الهزيمة يُعينه الله على النصر.
وأوضح أن اتخاذ القرار مسئولية كبيرة، مضيفًا أن قضية مصر عادلة، وأن الدولة المصرية لا تتعدى على حقوق الآخرين.
مصر أساس السلام
من جانبه، قال خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، إن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي بين الحين والآخر لتنير الطريق أمام المصريين، سواء فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، حيث تواصل مصر مسيرة التنمية، أو الخارجية، حيث تعمل على تحقيق السلام في المنطقة.
وأضاف فؤاد، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن الرئيس دائمًا ما يحرص على التأكيد أن مصر حريصة على الدفاع عن مصالحها، وهو ما تجلّى بوضوح في قوله: «قضية مصر عادلة».
وأوضح أن كلمات الرئيس أشارت إلى أن نظرة مصر كانت صائبة تجاه إحلال السلام في قطاع غزة، إذ نجحت في تغيير مجريات الأمور في الشرق الأوسط، لتقيم السلام بدلًا من الحرب، وتُهيئ الأوضاع للإعمار بدلًا من الخراب.
وأكد فؤاد أن الرئيس اعتاد الربط بين الماضي والحاضر لاستخلاص العِبَر، ووضع الحقائق أمام الشعب المصري، وهو ما بدا واضحًا في ربطه بين جهود وقف الحرب في غزة ونصر أكتوبر المجيد.
وشدد على أنه لولا نصر أكتوبر ما كانت هناك معاهدة كامب ديفيد، فالقوة بالنسبة لمصر هي التي جلبت السلام وحافظت عليه حتى اليوم.
وأضاف أن السلام الذي تحميه القوة هو ذاته الذي أسهم في فرض التهدئة في قطاع غزة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وشركاء مصر.
واختتم فؤاد تصريحاته مؤكدًا أن حرب أكتوبر وتحقيق السلام في غزة مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، وهو ما يدركه كل من ينظر إلى التاريخ بموضوعية ويستخلص منه الدروس والنتائج.
عقيدة التوكل على الله
وبدوره، أكد جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي دائمًا موجزة ومعبّرة، وتحمل العديد من الدلالات التي تؤكد أن عقيدة الشعب المصري تقوم على التوكل على الله والثقة في قدرته.
وأوضح التهامي، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن الرئيس يحرص دائمًا على التأكيد بأن الشعب المصري كان وما يزال المنقذ الحقيقي للوطن، إذ صمد أمام كل التحديات والمخططات الداخلية والخارجية، وكان بوعيه وصلابته مصدر الأمان لمصر.
وأضاف: «الدولة المصرية لا تستطيع بمفردها مواجهة أي عدوان دون أن يكون الشعب سندًا وداعمًا لها من الخلف، فوعي المصريين وإيمانهم هو خط الدفاع الأول عن الوطن».
وأشار رئيس الحزب إلى أن الرئيس السيسي يحرص على ترسيخ ارتباط الوطنية المصرية بأرض سيناء، من خلال دعوته الجامعات والمدارس وجهات الدولة المعنية لتنظيم زيارات للطلاب وغيرهم، بهدف تعزيز الوعي بأهمية هذه البقعة الغالية من أرض الوطن.
وفيما يتعلق بحديث الرئيس عن نصر أكتوبر والسلام في غزة، قال التهامي إن نصر أكتوبر هو الأساس الذي تعاملت من خلاله مصر مع العدو الإسرائيلي، حيث كان درسًا لن ينساه، مؤكدًا أن عقيدة الجندي المصري هي النصر أو الاستشهاد.
وأكد أن مصر ما تزال تتمسك بموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي أسفر عن التوصل إلى سلام في غزة بعد عامين من العدوان الذي أسفر عن استشهاد نحو 70 ألفًا، مشددًا على أن جهود مصر ستتواصل حتى تحقيق حل الدولتين.
واختتم التهامي حديثه قائلًا: «ربط الرئيس بين نصر أكتوبر وغزة يحمل رسالة واضحة لمن يعلم أو يتجاهل، فمصر هي بلد النصر والشهادة، تمتلك درعًا وسيفًا يحميها، تسعى للسلام لكنها لا تخشى الحرب».