استيقظ المجتمع على صرخة مكتومة بمنطقة فيصل بالهرم؛ صرخة أم وثلاثة أطفال أبرياء، خطفهم الغدر من حضن الحياة في لحظة واحدة، لم يكن أحد يتخيل أن رحلة أمٍّ بحثت عن الأمان ستنتهي بهذا القدر المأساوي.
ظنّت الأم أن الرجل الذي مدّ لها يده سيكون عونًا وسندًا، لكنه كان بداية النهاية، حملت أطفالها الثلاثة إلى بيتٍ جديد في فيصل، تأمل بداية مختلفة، لكنها لم تعلم أن خلف الابتسامة وجهًا يخفي الشر.
بدأت القصة المأساوية قبل أيام، حين وثقت امرأة في رجل ظنّته ملاذًا آمنًا لها ولأطفالها الثلاثة، انتقلت للعيش معه في شقة مستأجرة، تبحث عن حياة أفضل تنسيها آلامات ماضيها القاسي، كان الرجل يملك محلًا لبيع الأدوية البيطرية، يبدو للناظرين رجلًا عاديًا يكسب رزقه، ولكنه كان كالشيطان يدبر كيف يتخلص منهما.
تحوّلت الثقة إلى كابوس في لحظة واحدة، وما أفظع أن تُخان الثقة فيما نظنهم أقرب الناس إلينا، ففي الحادي والعشرين من الشهر الجاري، قدّم لها الجاني كوب عصير بيده، لم تعلم أنه يحمل الموت، احتوى الكوب على مادة سامة أحضرها من محله، وحين أصابها الإعياء الشديد، نقلها إلى المستشفى، وادّعى أنها زوجته، وسجّل بيانات مزيّفة، ثم تركها وحيدة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
لم يكتفِ الشيطان المرتدي وجه إنسان بذلك، فبعد ثلاثة أيام، قرر التخلص من الأطفال الأبرياء الذين فقدوا أمهم، أخذهم في نزهة، كما يفعل الأب الحنون، اشترى لهم عصائر، لكنها كانت محمّلة بالسم ذاته.
الطفل الأصغر، ذو الست سنوات، رفض شرب العصير، ربما أنقذه حدس الطفولة، لكن الرجل لم يتركه يفلت، ألقى به في مياه الترعة الباردة، حيث وُجد جثمانه لاحقًا.
أما الطفلان الآخران، ذوا الثلاثة عشر والأحد عشر عامًا، فتناولا المشروب المسموم، وحين بدأت علامات الإعياء تظهر عليهما، تخلّص منهما بطريقة جبانة، استعان بعامل لديه وسائق توك توك - لا يعلمان شيئًا عما يحدث - ونقلهما إلى مكان بعيد وتركهما هناك.
عثر الأهالي على الطفلين في الشارع، أحدهما كان قد فارق الحياة، والآخر في حالة حرجة، ليلحق بأخيه وأمه لاحقًا.
أربعة أرواح بريئة، أم وأطفالها الثلاثة، انتهت حياتهم على يد رجل واحد، عائلة كاملة محيت من الوجود في أيام معدودة، بيد من كان من المفترض أن يحميهم.
القبض على الجاني جاء بعد تحريات مكثفة، اعترف بجريمته البشعة، وكشف التفاصيل المروّعة بدم بارد، واتخذت النيابة إجراءاتها القانونية.