حينما اكتشف البريطاني هوارد كارتر مقبرة الملك توت عنخ آمون، قامت الدنيا ولم تقعد، كان اكتشاف المقبرة بمثابة فتح عظيم في تاريخ علم المصريات، لم يكن الأمر بسبب أمجاد تاريخية سطرها الملك الصغير كأسلافه، وإنما بسبب الكنوز التي عثر عليها داخل المقبرة.
تعد مقبرة الملك توت عنخ آمون المقبرة الفرعونية الوحيدة الناجية من عبث اللصوص، والتي وصلت إلينا كاملة المحتويات لم تطالها الأيدي، لذلك اعتبرت أهم وأبرز أكتشافات القرن العشرين الأثرية.
وسيشهد المتحف المصرى الكبير لأول مرة فى التاريخ عرض تلك الآثار كاملة، وهي تزيد عن «5 آلاف قطعة»، والتى كان يعرض ثلثها منذ اكتشاف المقبرة عام 1920، وسيتم عرضها على قرابة الـ 20 ألف متر ضعف مساحة العرض بمتحف المصرى بالتحرير الذى يبلغ مساحة العرض به 10 آلاف متر مسطح.
هذا المشهد يُعيد إلى الأذهان عبق التاريخ ويؤكد هيبة الحضارة، المصرية القديمة وبين جدران أعظم مشروع ثقافي وحضاري في العصر الحديث، حيث استقرت كنوز الملك الذهبي«توت عنخ آمون» ضيفًا مهيبًا في المتحف المصري الكبير، لتتألق القطع الأثرية الساحرة التي تنبض بروح مصر القديمة، بعد أن عبرت الزمان والمكان لتعود وتستقر أخيرًا إلى موطنها الأبدي، على أرض المجد والتاريخ.
نُقلت مئات القطع الأثرية من كنوز توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير بعناية فائقة من المتحف المصري بالتحرير، لتُعرض ضمن المجموعة الكاملة لهذا الملك الأسطوري لأول مرة في مكان واحد، ضمن سيناريو عرض عالمي يليق بأيقونة الحضارة المصرية القديمة.
أبرز الكنوز الملكية في الحضارة المصرية القديمة
وتُعد هذه المجموعة من أبرز الكنوز الملكية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث تم نقلها وفق أعلى المعايير الدولية من حيث التوثيق، والتغليف، والسلامة الأثرية، و أُجريت عمليات فحص دقيقة وتقارير حالة تفصيلية لكل قطعة قبل النقل، لضمان الحفاظ عليها أثناء الرحلة، تمهيداً لعرضها داخل القاعات المخصصة لها ضمن سيناريو عرض متكامل، وفق خطط وزارة السياحة والآثار المصرية.
القطع الأثرية لكنز الملك الذهبي
ومن القطع التي تم نقلها: كرسي الاحتفالات الشهير الذي عُثر عليه في الممر المؤدي إلى المقبرة، والمقصورة الخشبية المذهبة الخاصة بالأواني الكانوبية، إلى جانب مجموعة مذهلة من الحلي والمجوهرات المصنوعة من الذهب والعقيق.
كرسي الاحتفالات.. تحفة فنية نادرة
ويمثل كرسي الاحتفالات تحفة فنية نادرة من عصر الدولة الحديثة، يتميز بتطعيمه بالعاج والأبنوس والفيانس والذهب، ويظهر في منتصفه قرص الشمس تعلوه الإلهة «نخبت» وهي تبسط جناحيها، بينما يزدان مسند القدمين بزخارف دقيقة ورقائق ذهبية تُجسد أعداء مصر التسعة.