في إطار الاستعدادات الوطنية الكبرى لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، نشرت وزارة الأوقاف المصرية عبر صفحاتها الرسمية ضمن مبادرتها التوعوية عنوان «صحح مفاهيمك»، حملت رسالة واضحة ومعبّرة:«المتحفُ ليس مكانًا للمسّ والعبث… بل فضاءٌ للتأمل والتقدير لجمالٍ خالدٍ عبر الزمان»
رسالة وعي وثقافة دينية راقية
وتأتي هذه الرسالة في سياقٍ تثقيفيٍ رفيعٍ ينسجم مع دور وزارة الأوقاف في تعزيز القيم الأخلاقية والجمالية، ونشر الوعي الديني الصحيح الذي يحث على احترام التراث الإنساني وصيانته باعتباره جزءًا من هُوِيَّة الأمة وذاكرتها.
ووزارة الأوقاف عبر برنامَج ومنشور حملتها، لم تخاطب فقط الزائرين المنتظرين لافتتاح المتحف، لكنها وجهت دعوةً للتأمل والتفكر في معاني الجمال الإلهي في الإبداع الإنساني، مؤكدة أن الآثار ليست حجارةً صامتة، بل شواهد على عبقرية الإنسان وقدرته على البناء والعطاء.
المتحف المصري الكبير.. منارة حضارية ورسالة للإنسانية
ويأتي هذا التوجيه في وقتٍ تتسارع فيه الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، الذي يقف شامخًا عند أقدام الأهرامات كتحفة معمارية ومعرفية تمزج بين عبق الماضي وروح الحاضر.
ومع اقتراب لحظة الافتتاح الرسمي، تتكامل جهود الدولة في مختلف قطاعاتها — من وزارات السياحة والثقافة والداخلية والنقل والكهرباء والإعلام — لتقديم حدثٍ يليق بمكانة مصر كقلبٍ نابضٍ للحضارة الإنسانية.
ويُنتظر أن يشهد المتحف عند افتتاحه عرض المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون لأول مرة، إلى جانب مئات القطع الأثرية النادرة التي تروي سيرة مصر منذ فجر التاريخ وحتى العصور المتأخرة.
الثقافة والوعي.. جناحان للتحضر
وتؤكد حملة وزارة الأوقاف أن التحضر لا يُقاس فقط بالإنجازات المادية، بل بالوعي والسلوك العام تجاه ما يمثل هُوِيَّة الأمة، فاللمس العشوائي للآثار أو التعامل معها بلا تقدير لا يُعدّ فقط سلوكًا غير حضاري، بل اعتداءً على ذاكرة الوطن التي صاغتها الأجيال عبر آلاف السنين.
ومن هنا، تبرز أهمية الرسالة التي أطلقتها الوزارة: أن المتحف ليس مجرد مكانٍ لالتقاط الصور، بل محرابٌ للجمال، ومساحةٌ للتأمل في الإبداع الإنساني، ومناسبةٌ لتقدير فضل الأجداد الذين شادوا حضارة أضاءت العالم.
من التوعية إلى السلوك
بمبادرات كهذه، ترسخ وزارة الأوقاف منهجًا جديدًا للخطاب الديني المعاصر، يواكب حركة الدولة نحو النهضة الثقافية والحضارية، ويعيد التأكيد على أن الدين لا ينفصل عن الجمال والعلم والحضارة.
فالرسالة الأهم هي أن احترام التراث جزء من احترام النفس، وصيانة الجمال عبادةٌ في حد ذاتها.
